الأحد  05 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| ماذا تعرف عن سبسطية التاريخية؟

2017-09-14 04:06:11 PM
متابعة
قبر من متحف سبسطية الأثري (تصوير: راشد وادي)

 

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

دعماً لصمود المناطق المهمشة والمهددة بالمصادرة والاستيطان كان لا بد من الوقوف عند تلك البلدة التاريخة والأثرية الهامة، والتي لقبها المؤرخون بلقب عاصمة "الرومان" في فلسطين، لاسيما وأنها تعاقبت عليها حضارات قديمة قد خلفت ملامح أثرية تدلل على تاريخ فلسطيني عريق وما زالت محفورة على الجدران والأعمدة، فيما تم انشاء متحف أثري لضم تلك القطع الأثرية.

 

الباحثون الفلسطينيون يرون بأن مدينة سبسطية التاريخية هي اليوم بلدة تقع في محافظة نابلس قد أصبحت مهملة على المستويين السياحي والسياسي.

 

سبسطية  مدينة فلسطينية تقع على بعد 12 كم شمال غرب مدينة نابلس إذ تضم جامع النبي يحيى عليه السلام، كما تعتبر هذه المدينة ذات تاريخ عريق وحضارة زاهرة قد امتدت لأكثر من 3000 عام، قد تخللها العديد من الأحداث والوقائع التاريخية الهامة لفلسطين وللمنطقة بشكل عام.

 

سكن مدينة سبسطية العرب الكنعانيون، ثم تعابقت عليها الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية والاسلامية وصولا إلى الفترة العثمانية التي شكلت المدن التاريخية الفلسطينية الحالية مثل القدس ونابلس ويافا وبُنيت هذه المدينة منذ ما قبل الميلاد، عندما بناها في القرن التاسع قبل الميلاد الملك الكنعاني عمري آخاب واسماها شامر.

 

يعتقد بأن سبسطية قد أقيمت على البقعة التي كانت عليها بلدة (السامرة) والتي تعود بتاريخها إلى نحو (885-874 ق.م) حيث تعود تسميتها بـ(شامر) إلى الملك شومر (سومر) والتي تعني الحارس.

 

وفي رواية اسرائيلية ففي طبيعة الحالي هي تتجاهل التاريخ الفلسطيني وقد اعتبرت سبسطية هي العاصمة الرابعة  واسمتها " باتيه شين" حيث أن عمدانها مصنوعة من العاج.

 

يذكر أن أصل كلمة سبسطية هو يوناني وتعني "الموقر"، غير أن الملك هيرودس الكبير الآدمي ودعاها " سة بسته" وهي كلمة يونانية بمعنى "أغسطس" اللاتينية أي سيد واحتفظت المدينة بهذا الاسم حتى اليوم. وقد فتحها العرب بقيادة عمرو بن العاص.

 

الملك الروماني هيرودوس عاد وبنى المدينة من جديد وأسماها سبسطا، وعندما اعترفت الإمبراطورية الرومانية بالديانة المسيحية في أوائل القرن الرابع الميلادي أصبحت مركزا للأسقفية.

 

تضم المدينة  شارع الأعمدة، ومقام ومسجد النبي يحيى، بالإضافة لأسقفية رومانية وأبواب وأسوار وأبراج ومعابد ضخمة ومسارح أثرية، ومحكمة رومانية ومدرج روماني ومقبرة القبة (المقبرة الملكية) تعود للفترة الرومانية، غالبيتها معرّضة للنهب والسلب وتأثيرات العوامل الجوية التي ستدمر المدينة إن لم يتم ترميمها بشكل سريع.

 

أما في وسط مدينة سبسطية فيقع أثر تاريخي عظيم، وهومقبرة "القبة" فيها أحد ملوك الرومان، ويشير مظهر المقبرة الخارجي إلى عظمة العمارة في ذلك الفصل من التاريخ، ويدل على ذلك دقة صنع التماثيل المنقوشة على القبور والتي جسدت ملوكاً وحراساً واسوداً وأطفالاً يحملون عناقيد عنب، وأسفل المقبرة يشير سرداب التهوية إلى وجود غرفتين فيها مجمع قبور.

 

وقد تعرضت المقبرة خلال السنوات الماضية للاعتداءات الإسرائيلية إذ حاول المستوطنون وتجار الآثار سرقتها حيث نصبوا أعمدة خشبية لرفعها لكن المحاولات باءت بالفشل، إضافة إلى مقابر أخرى يضاف إلى أهميتها التاريخية أهمية دينية من بينها ما يقول المؤرخون انه قبر النبي يحيى عليه أو كما يعرفه المسيحيون بـ" يوحنا المعمدان".

 

وهكذا اتخذت سبسطية صبغة دينية وأصبحت مزارا للسياح والحجاج الأجانب، وكان هناك عدة محاولات فلسطينية لإبقائها ضمن مسار الحج المسيحي لكن إسرائيل حالت دون ذلك، وإمعانا في كسر إرادة الصبر لدى الفلسطينيين أقيمت مستوطنة على أراضي سبسطية والقرى المجاورة الهدف منها هو الإيهام أن كل هذه الآثار يهودية إضافة إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي، واهم التعقيدات أن غالبية أراضي سبسطية ليست تحت السيطرة الفلسطينية.