الثلاثاء  07 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل الحرب الصهيونية قادمة على لبنان؟ / بقلم: علاء الريماوي

2017-11-05 09:32:33 PM
هل الحرب الصهيونية قادمة على لبنان؟ / بقلم: علاء الريماوي
علاء الريماوي

 

بقلم: علاء الريماوي

 

 فرضت استقالة سعد الحريري تساؤلا كبيرا على المتابع العربي، هل ستقود "إسرائيل" حربا على لبنان ؟

 

هذا السؤال بديهيا في الحالة اللبنانية، كون "إسرائيل" أحد اللاعبين الأهم في تاريخ لبنان الحديث، إذ استطاعت احتلال جنوبه، والتواجد فيه، الوصول لأبواب العاصمة بيروت في القرن الماضي، بالإضافة إلى بناء علاقات استراتيجية مع أحزاب وقوى وفئات في لبنان، عدا عن قادة الرأي ومسؤولي الأحزاب.

 

هذا التغلغل الكبير جعل من الكيان، صاحب تأثير مهم في لبنان، زاده الانفتاح العربي الرسمي عليه ، مما مكنه القيام بتموضع في أرجاء الشام التاريخية، بحجة المواجهة للمشروع الإيراني والتركي في المنطقة.

 

التأثير "الإسرائيلي" لم يعد بالسطحية التي يظنها البعض، بل تطور على شكل استراتيجية يلتقي عليها دول عربية مهمة، يجمعهم فيها إطار بقيادة الولايات المتحدة ،ينسقون فيها مستقبل المنطقة، ورؤيتهم للتعاطي في ملفات المنطقة الأكثر سخونة.

 

لذلك ترى التنسيق العربي والصهيوني وشكله في الملف الإيراني، والحالة السورية، قطاع غزة، المواقف في الحالة المصرية والليبية بعد الثورة، وصل الى حد التماهي.

 

هذا الواقع الميثالي للكيان لا يمكن إنكاره، لكن علينا الانتباه حين الوصول الى هذه النتيجية، إلى أن السنوات العشر الماضية، خلقت تحولات جذرية في سلوك الكيان، زادها نتائج الحرب شمالا وجنوبا بالإضافة إلى الربيع العربي روسخا ، والتي تقوم على قاعدة مهمة وهي" قاتل العربي بالعربي، وتحالف مع العربي على العربي، وعالج أمنك دون حرب الا في حال اضطرار لا دافع له، ولا تغفل قوة الغرب في دعم توجهاتك العالمية".

 

هذا ما طبق في سوريا، إيران، غزة، ويتم تمتينه كقاعدة في لبنان، جربت من قبل وستجرب من بعد. ما الذي تعنيه هذه القاعدة؟ هذه القاعدة هي الإستراتيجية الأهم في سلوك إسرائيل تجاه لبنان برغم، حجم التدريبات، والتحشيد الإعلامي ضد حزب الله، عبر التضخيم من قوته، ووصف خطورته على جبهة الشمال، وارتفاع مستوى التقديرات عن تماسك جبهة الشمال.

 

متابعتي الحثيثة في هذا الملف، وفي أكثر من 13 موطن احتكاك مع حزب الله، كانت "إسرائيل" تصدر قرارها بالموافقة على العملية بتسويغ كل ضربة بأن حجمها، ونوعها، سيدفع الحزب لرد محدود أو مؤجل، مما يعني أن الحالة ستظل منضبطة، حتى وصل الأمر، في بعض الحالات تأكيد الكيان عدم نية التصعيد، على عكس الحالة في سوريا.

 

اليوم ما الذي يجعل هذه الاستراتيجية تتغير؟ ما أستطيعه تأكيده، أن الحالة لن تتغير، لذلك رأيي لن تشن "إسرائيل" حربا تقليدية على لبنان، وإنما ستمارس نوعا آخر من الضغوط على لبنان بمساعدة العرب. أما الأسباب التي ستمنع إسرائيل من شن حرب على لبنان فهي كثيرة منها:

 

أولا: قوة حزب الله الصاروخية برغم تأثير الحالة السورية عليه من جهات مختلفة. ثانيا: قناعة الكيان أن الحرب على لبنان ستفتح جبهات عدة منها السورية والجنوبية.

 

ثالثا: لم يعد هناك قدرة إسرائيلية على احتمال مواجهة تعيد الاستنزاف لجبهتها الشمالية.

 

رابعا: الشمال تحول من مستوطنات متفرقة إلى عمق تواجد اقتصادي اجتماعي، تخشى إسرائيل فتح النار من خلاله.

 

خامسا: لا يوجد قيادي سياسي إسرائيلي واحد يشجع على حرب الشمال لتوقع مهول في حجم الخسائر.

 

سادسا: يعارض الأمن الصهوني وشخصياته بإجماع غير مسبوق فتح حرب في الشمال، وإنما يرون بإمكانية تأثير حصار دولي على سلاح حزب الله.

 

لكن ماذا يملك الكيان وتحالفه من أدوات ضد لبنان:

أولا: حصار اقتصادي مهم ومؤثر عبر التأثير على أموال الخليج في لبنان.

 

ثانيا: استخدام جهات وتنظيمات، وحركات على حركة الاستقار في لبنان.

 

ثالثا: اللعب على ورقة السني والشيعي في لبنان وتصديرها لمحرقة طائفية سبق استخدامها سابقا.

 

رابعا: نقل بعض الملفات من سوريا للبنان بصيغ مختلفة، خاصة بعد تحجيم ظاهرة بعض الجماعات في المنطقة العربية.

 

خامسا: استخدام بعض التجمعات في المخيمات الفلسطينية لضرب حالة الاستقرار في المخيمات.

 

هذه النقاط تحتاج الى حديث طويل، لكن ما يهمنا فلسطينيا، هو المحافظة على عناصر التواجد الفلسطيني، بحياد منضبط، وبقوة تبقي السيطرة على كل مفاصل المخيمات.

 

كما يجب على أهل لبنان الوعي، لقادم لا يمكن تسميته ووصفه إلا بالصعب للغاية.

 

لبنان للفلسطيني، ليست سنة وشيعة، مسيحي أو مسلم، اتفقنا أم اختلفنا، تقاربنا، أم تباعدنا، تظل لبنان الأقرب إلى فهم المواجهة، وثقافة نصرة القضية الفلسطينية.

 

ضعف لبنان وتفتته، ومن قبل ما جرى في العراق وسوريا، ومصر، سيبقي هذا الحال الاحتلال سيد منطقة لا تحبه.

 

خلاصة الأمر استبعاد الحرب لا يعني موت هذا الخيار واستحالته، لكن المنطق هو التساؤل: ما الذي يدفع الكيان لحرب على أرضه؟ ما دام العربي يتكفل نيابة عن الاحتلال بحرب بعضه، وحصار بعضه، والفتك بمواطن قوته ذاتيا، ثم ينهي مشهد البؤس بتمويل دماره. ما يجب تذكره أن ما يجري مع غزة، اليوم وقطر، وانقلاب مصر، وتركيا هو ذاته الزاحف للبنان لصياغة أمة تتحدث العبرية.

 

الله على الظالم