الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

استقالة الحريري وما بعدها/ بقلم: نبيل عمرو

2017-11-07 10:33:13 AM
استقالة الحريري وما بعدها/ بقلم: نبيل عمرو
د. نبيل عمرو

 

أثارت الاستقالة المفاجئة لسعد الحريري تساؤلات كثيرة ...

 

هل هي بداية لتجدد العنف فيما يقترب من حرب أهلية؟

هل هي إعلان دراماتيكي عن اصطفاف جديد تجهزه العربية السعودية لوقف المد الإيراني في المنطقة؟

ولأن الاستقالة أُعلنت من المنبر السعودي، فهل ستتأثر سلبًا الأطراف العربية التي لا تزال على علاقة مع إيران؟

وهل سيصل عصف الاستقالة وما يتلوها إلى التأثير السلبي على حركة حماس التي تسعى إلى جمع النقيضين في يد واحدة؟

وهل ستستغل إسرائيل المناخ الناجم عن الاستقالة وما ستحدثه من فراغ على الساحة اللبنانية، وهي في أوج معركتها التحريضية مع إيران؟

 

 وهل هذه الخطوة متفاهم عليها مع الأمريكيين أساسًا بحيث تتلوها خطوات أخرى؟

حتى الآن لا إجابات يقينية عن هذه الأسئلة الكثيرة والكبيرة، حتى السيد حسن نصر الله وهو المستهدف المباشر بالاستقالة، لم يقدم إجابات موضوعية عن هذا الحدث، بل عالجه بإجابات نمطية عامة يتهم فيها السعودية وأمريكا، ويعد بأن يستمر في سياسته وهو بذلك ينطق باسم إيران.

 

داخل لبنان حظي الحريري بدعم متجدد من حلفائه الذين وجدوا في الاستقالة حافزًا لإعادة رصِّ صفوفهم، فأيدوها شكلاً ومضمونًا وتوقيتًا.

 

وهنالك ومن داخل المعسكرين التقليديين، معسكر الحريري ومعسكر حزب الله، من حذر من ما وصفه بالتداعيات الكارثية على لبنان وعدم قدرتها على تحمل المضاعفات في بلد يقف دائمًا على حافة حروب أهلية، غالبًا ما تكون بفعل تجاذب إقليمي بين دول متصارعة وامتداداتها العقائدية والحزبية والطائفية داخل لبنان.

 

ونحن هنا في فلسطين لنا في لبنان ما يدعو للقلق وحتى الذعر، ذلك أنَّ الفلسطينيين في مخيمات الشمال والوسط والجنوب، لم يفلحوا في النأي بأنفسهم عن الصراعات المشتعلة حول لبنان وفي داخله، وواقع "عين الحلوة" في الحاضر ما يثير القلق، وفي الماضي كان التدمير الشامل لمخيم نهر البارد.

 

استقالة الحريري وردود الفعل عليها أظهرت أنَّ ما يوشك على الانتهاء هو فصل من فصول الربيع العربي، ولا ضمانة من أنَّ يتلوه فصل أكثر سخونة، ولكن بأساليب ووسائل مختلفة.

 

اندحرت جغرافية داعش، وستبقى ألغامها مبثوثة إلى أمد لا نعرفه، أمّا الذي لم ينتهِ بعد فهي حروب النفوذ التي ستتصارع فيها دول وكيانات، وهذا ما قد تنطلق شراراته من لبنان ونسأل الله ألا يحدث ذلك.

 

 بيد إيران أن تنزع الفتيل قبل الانفجار، ومسؤوليتها مباشرة في هذا الأمر، وتبدأ بوقف التباهي الساذج بإسقاط أربع عواصم عربية في قبضتها، والتوعد الأكثر سذاجة بالسيطرة على العالم العربي، من شمال افريقيا البعيدة حتى الخليج القريب.

 

إنّ الخطاب الإيراني ينذر يزرع بذور حروب مستقبلية في منطقة لا ينقصها الموت والدمار.

 

عودة إلى العقل قد تجنبنا ذلك كله.