دعا خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إجراء انتخابات "حتى يقود الشعب رئيسه الذي يريده"، متهما السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدم الاهتمام بإعمار غزة "بقدر اهتمامهم بالحصول على أموال الإعمار".
وقال الحية في كلمة له خلال مهرجان نظمته حركة "حماس" في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لتكريم عائلات قتلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة، مساء أمس الخميس، إنه "يجب إنهاء الانقسام الفلسطيني على قاعدة الشراكة، وأدعو باسم حركة حماس أبو مازن لإجراء انتخابات حتى يقود الشعب رئيسه الذي يريده".
وأضاف الحية أن "وحدة الشعب الفلسطيني هي الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة".
وفي سياق آخر، هاجم القيادي في "حماس" السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، متهما الأطراف الثلاثة بعدم الاهتمام بإعمار غزة بقدر ما يهمهم "الحصول على أموال الإعمار".
وقال إن "ما يهم السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق اليوم هي أن تحصل على نصف ما رصد من أموال لإعمار غزة".
وأضاف: "لمن تتركون الصحة والكهرباء ومشاكل وأزمات قطاع غزة. وهل تقبلون على أنفسكم هذا التهرب ؟، مسؤوليتكم أن تحلوا مشاكل الإعمار والحصار، إن لم تستطيعوا فارحلوا ويأتي ألف رجل من رجال فلسطين".
ووقعت حركتا فتح وحماس في 23 نيسان 2014، على اتفاق للمصالحة، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافق لمدة 6 شهور ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
وأعلن في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي، عن تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية، ولكن الحكومة لم تستلم، منذ تشكيلها، مهامها في قطاع غزة، لأسباب عدة أبرزها الخلافات بين حركتي فتح وحماس.
واتفقت حركتا "حماس وفتح"، مطلع الشهر الماضي، عقب لقاءات وفدين من الحركتين بالقاهرة على تنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة الأخير.
وتساءل الحية: "هل يعقل أن وكالة الغوث، ووزارة الأشغال بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الحرب لم ينتهوا من حصر البيوت المدمرة (...) بئس ما تفعلون وتمكرون قاتلكم الله جميعًا باسم الأحرار والنساء والأطفال المشردين. نسمع عن شعارات وآليات ولم تدخل الأموال أو مواد البناء إلى قطاع غزة".
وقال إن "أونروا ستأخذ 20 % من أموال إعادة الإعمار قبل توزيعها مقابل أتعاب إشرافها على الإعمار وإدارته وهو ما يعني أن الإعمار سيطول إلى سنوات".
وكان مؤتمر إعمار قطاع غزة، الذي عقد في القاهرة في 12 من شهر تشرين أول الماضي، قد جمع مبلغ 5.4 مليار دولار نصفها خصص لإعمار غزة، فيما خصص الجزء المتبقي لتلبية احتياجات الفلسطينيين.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 آب الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن.
وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق أرقام فلسطينية رسمية.
على صعيد ثان، خاطب الحية الرئيس عباس، قائلا: "أتمنى أن تصدق مع نفسك لحظة، هل أنت صحيح رئيس للشعب الفلسطيني ؟ هل أنت رئيس للمقاومين والمشردين ؟".
وأعرب عن استغرابه من اتهام عباس لحركة "حماس" بالمسؤولية عن تفجير منازل عدد من قيادات حركة فتح في غزة يوم الجمعة الماضي.
وقال: "عشرة سنـوات مرت على رحيل الرئيس ياسر عرفات، وأبو مازن يقول أخيرا لا أتهم إسرائيل، وبعد ساعات يتهم حماس بالتفجيرات بغزة".
وجدد إدانة حركة "حماس" لتفجير منازل 15 من قيادات فتح بغزة، مشددا على تمسك حركته بالحفاظ على أمن قطاع غزة.
ودعا حركة "فتح" إلى أن لا تجعل حادث التفجير حجة لإنهاء الشراكة وعدم إنجاز ملفات المصالحة الوطنية.
وفجّر مجهولون، الجمعة الماضي، أجزاءً من عدة منازل قيادات في حركة فتح، ومنصة الاحتفال بذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بعبوات ناسفة، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات.
وبعد دقائق على وقوع التفجيرات أصدرت حركة "فتح" بيانا حملت فيه حركة "حماس" المسؤولية عن تفجيرات منازل 15 من قياداتها في غزة.
وفي كلمة له يوم الثلاثاء الماضي، خلال حفل إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في مقر القيادة الفلسطينية برام الله، اتهم الرئيس عباس حركة حماس بتعطيل المصالحة، والمسؤولية عن تفجيرات غزة.