الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | تكتيكات حماس في المصالحة .. الوقت من أجل السلاح

2017-11-30 06:45:40 AM
ترجمة الحدث | تكتيكات حماس في المصالحة .. الوقت من أجل السلاح

 

الحدث ــ محمد بدر



نشر موقع المنيتور الإسرائيلي تحليلا عن تكتيكات حماس في المصالحة، ترجمته الحدث وجاء فيه:



أزمة الثقة بين فتح وحماس تتعمق أكثر فأكثر، خاصة بعد الفشل النسبي في جولات المحادثات في القاهرة، وتبادل الإتهامات بين الطرفين، ويبدو أن سد الثغرات أصبح أصعب من قبل.


وكان صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، هو أول من أبدى إحباطه من محادثات المصالحة، ومن خلال فيديو قال البرديويل أن الإتفاق باهت وأن فتح تضع عراقيل في عجلات المصالحة، فيما بعد نفى البردويل ذلك كما يبدو تحت ضغط مصري



من ناحية أخرى قال حسين الشيخ عضو وفد حركة فتح في المحادثات إن حماس هي التي وضعت عقبات وأضاف إن الحكومة الفلسطينية لم تستلم المسؤولية على خمسة في المئة من مسؤولياتها في قطاع غزة، وأنه يجب أن يكون هناك سلاح واحد وقانون واحد.



إن إسرائيل تتابع باهتمام كبير المحادثات الجارية بين الجانبين. على الرغم من تصريحات نتنياهو، فإن إسرائيل دعمت باتجاه إنجاح المصالحة بالتزامن مع الضغط المصري والأمريكي باتجاهها. هناك مصلحة إسرائيلية واضحة في إيجاد حل للأزمة الإنسانية في غزة.


وتعتقد مؤسسة "الدفاع" الإسرائيلية أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها مصر لتعزيز المصالحة الفلسطينية، وأحيانا من خلال تهديد حماس وفتح، فإن حماس وفتح يستخدمون تكتيكا يستغرق وقتا طويلا، من ناحية لا يريد كل طرف منهم خسارة مصر، ومن ناحية أخرى لا يريد أي طرف منهم التنازل عن مواقفه، لذلك فهم يتبعون تكتيك التأجيل والإسترضاء والجدل، عمليا حماس تحتاج مصر من أجل فتح المعبر وأبو مازن يحتاج مصر من أجل أن تدعم حركاته السياسية.


ووفقا لمصدر أمني إسرائيلي في حديث مع المنيتور، فإن سلوك حماس مثير للاهتمام بشكل خاص لأنه يشير إلى نواياها على الساحة مع مرور الوقت. ويقول المصدر إن تحليلات مراكز الأبحاث تبين أن قيادة حماس صاغت استراتيجية يكون المرتكز الرئيسي فيها هو االاستثمار في الوقت للبقاء حتى تمر العاصفة.



حماس كما يقول المصدر، تتعامل دائما هكذا في الأزمات، تستثمر في الوقت من أجل إعادة تأهيل ذاتها أو أن تتأهل الحالة ككل، هذا التكتيك تستخدمه مع فتح ومع إسرائيل بعد كل معركة في غزة.


وعلى نفس المنوال، يؤكد المصدر بأن قادة حماس يتطلعون إلى إمكانية حدوث تغيرات إقليمية وكذلك داخلية فلسطينية؛ تمكن الحركة من العبور بأمان من هذه المرحلة الصعبة، وأن المرحلة التالية لحماس هو استلام السلطة والرئاسة من أجل الحفاظ على سلاحها، وعلى أموالها، وأن تعود بقوة إلى الضفة.


في الآونة الأخيرة، أفادت الأنباء أن العاهل الأردني الملك عبد الله رفض طلب رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل لفتح مكتب تمثيلي في عمان، على ما يبدو كجزء من الاستعدادات لتهيئة مشعل للوصول إلى منصب رئيس السلطة.

وفي بداية المحادثات في القاهرة الأسبوع الماضي، أعلن الطرفان أنهما توصلا إلى اتفاق بشأن إجراء انتخابات للسلطة الفلسطينية في نهاية عام 2018. وكان وفد حماس في المحادثات هو الذي دفع باتجاه تحديد موعد لإجراء الانتخابات، حتى قبل حل القضايا الرئيسية. أما بالنسبة لحماس، فهذا هو الوقت المناسب للاستفادة من التهدئة لتنظيم الانتخابات والاستعداد لها.



إن رؤية حماس، وفقا للمصدر الأمني، تم صياغتها وتكييفها مع واقع الطريق الميت الذي تعيش فيه الحركة ومطالب أبو مازن الجذرية بنزع أسلحتها كشرط للمصالحة، هو بمثابة غزو للسلطةالفلسطينية. وكما يبدو ان الظروف التي تقود لهذا الخيار هي ذاتها الظروف التي سادت قبل انتخابات 2006.


في نهاية الانتفاضة الثانية، شنت إسرائيل سلسلة من الاغتيالات ضد القيادة السياسية لحماس. وفي غضون شهر، اغتيل الشيخ ياسين وخليفته عبد العزيز الرنتيسي. وكان على قيادة الحركة التي يرأسها مشعل أن تتخذ قرارا استراتيجيا تاريخيا بأن توقف التفجيرات داخل إسرائيل ووقف الانتفاضة التي كانت حماس من القوى الرائدة فيها وحولت الحركة زخمها بالاتجاه السياسي. وتحقيقا لهذه الغاية، ومن أجل البقاء على قيد الحياة، قررت حماس المشاركة في الانتخابات.



حتى إنتخابات عام 2018، والتي ستشارك فيها فتح تحت عنوان "سلاح واحد" فإن حماس تراهن على الوقت لحدوث تغييرات قد تكون مفاجئة، إما أن يتقاعد أبو مازن أو أن يحدث شيء آخر .. وقتها لن يطالب أحد حماس بنزع سلاحها، سلاح حماس بالنسبة لها هو مصدر عظمتها وقوتها ومجدها.