متابعة الحدث| 9 حالات دهس أطفال في ساحات المنازل والشرطة تناشد بأخذ الحيطة (صور, فيديو)

الحدث- محمد غفري

ما إن غادرت الطفلة أنفال مهد أمها، وشرعت تخطو ببطءٍ أولى خطواتها في الحياة، حتى لقيت مصرعها بحادث دهس، وضع حد لعمرها قبل أن تكمل العامين.

وتوفيت الطفلة أنفال محمد الرشايدة (عام ونصف)، بحادث دهس وقع في محافظة بيت لحم في شهر شباط الماضي، أثناء رجوع والدها إلى الخلف بمركبة غير قانونية في ساحة المنزل.

لم تكن الطفلة أنفال الحالة الأولى ولا الأخيرة التي تلقى مصرعها دهساً بهذه الطريقة المتهورة في ساحات المنازل.

تبقى ذكرى أليمة

مدير عام شرطة المرور العقيد أبو زنيد أبو زنيد وصف هذه الظاهرة بأنها من أكثر الظواهر إزعاجاً، لأنها تقع داخل نفس العائلة من قبل الأب أو الأم أو العم أو أحد الأقارب والأصدقاء، وهو ما يترك لدى أفراد العائلة ذكرى أليمة.

وصرح أبو زنيد لـ"الحدث"، أن عدد حالات دهس الأطفال في ساحات المنازل خلال السنوات الثلاث الأخيرة وصل إلى 9 حالات دهس أطفال.

وأوضح أبو زنيد، أن 5 حالات وقعت في العام 2016، وحالة واحدة في العام الماضي، فيما عادت الظاهرة للانتشار خلال العام الجاري، بعد وفاة 3 أطفال دهساً في ساحات المنازل منذ بداية العام 2018 وحتى اليوم.

منذ بداية العام الجاري توفي 27 مواطناً جراء حوادث الدهس، كان من بينهم 17 طفلاً دون سن 18 عاماً، وهذه الفئة هي الفئة الأكثر ضعفاً في المجتمع، والأقل خبرة في الحياة، بحسب ما ذكر العقيد أبو زنيد.

إرشادات الشرطة

مدير عام شرطة المرور العقيد أبو زنيد أبو زنيد، توجه بمجموعة من النصائح إلى السائقين من أجل تفادي وقوع حالات دهس الأطفال في ساحات المنازل.

في سياق ذلك، نصح أبو زنيد السائقين بضرورة الدوران بشكل كامل حول المركبة والنظر أسفلها قبل الصعود للقيادة، من أجل التأكد من عدم وجود أطفال.

وشدد أبو زنيد، أنه لا يجوز على السائقين الرجوع إلى الخلف في ساحات المنازل دون وجود مرشد، تفادياً لوقوع حالات الدهس.

ومن الإرشادات أيضاً التي نصح بها أبو زنيد الساقين، هي تركيب المجسات والكاميرات الحديثة في السيارات، والتي تضمن الرجوع الآمن للخلف.

ويمنع على السائقين بحسب أبو زنيد، الانشغال في الهاتف أو أي شيء، أثناء الرجوع للخلف، مؤكداً على ضرورة إطفاء المذياع وفتح الشبابيك، حتى يتسنى للسائق سماع الأصوات.

خبير الحوادث في شرطة المرور النقيب رزق شكارنة، أوضح أنه أثناء رجوع السائق إلى الخلف يوجد منطقة عمياء ما بين 3-11 متر، لا يرى فيها السائق أي شيء.

وأكد رزق لـ"الحدث"، على ما تقدم به العقيد أبو زنيد، بأنه يجب على السائق تفقد المركبة والدوران حولها مع عقارب الساعة، وفتح الباب باستخدام اليد اليسرى، وإضاءة المصابيح وأخذ كافة التدابير اللازمة قبل القيادة.

جهود الشرطة

مدير عام شرطة المرور العقيد أبو زنيد أبو زنيد، أكد أن الشرطة دائماً ما تناشد المواطنين على ضرورة تفادي وقوع حوادث الدهس في ساحات المنازل، وتقوم بنشر الإرشادات اللازمة بهذا الخصوص.

وقال أبو زنيد، إن الشرطة نظمت ورشة عمل للسائقين في مدينة أريحا، وتم خلالها القيام بتجارب عملية من شأنها الإرشاد لكيفية تفادي وقوع هذه الحوادث، وهم على استعداد لنشر هذه التجربة في كافة المحافظات.

وأضاف أبو زنيد، أنهم يوجهون النداء دوماً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وما إلى ذلك من نشر التقارير الصحفية ومقاطع الفيديو والصور.

وكانت شرطة المرور الفلسطينية وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الشريكة قد أطلقت بداية شهر رمضان هذا العام حملة "رمضان بأمان" من أجل نشر الإرشادات والتوعية المرورية.

وبحسب الإحصائيات الرسمية فقد توفي منذ بداية العام 48 مواطناً في حوادث السير، من بينهم 27 مواطنا في حوادث دهس، وكانت النسبة الأعلى لدى الحالات هم الأطفال.