السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما جرى في غزة تمهيد للانتقال من التهدئة إلى التسوية

2018-11-14 05:42:53 AM
ما جرى في غزة تمهيد للانتقال من التهدئة إلى التسوية
أهالي غزة يحتفلون بالهدنة

الحدث- عصمت منصور

كتب المحلل العسكري لموقع واي نت رون بن يشاي  مقالا حول الجولة الأخيرة من العدوان على قطاع غزة مقالاً أشار فيه إلى أن ما جرى في غزة هو تجربة للفترة ما بعد هذه الأحداث، فإما أن يستمر الهدوء، أو يعود للاحتدام.

وفيما يلي ترجمة المقال:

موافقة الكابينت الأمني والسياسي على المقترح المصري لوقف إطلاق النار يمكن اعتباره تجربة وربما تجربة استراتيجية لأن موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار بقرار من حماس يقضي على ما تبقى من قوة الردع لديها، ويعتبر بمثابة دعوة مفتوحة لجولة أخرى شبيهة وربما أشد خلال فترة قريبة.

وربما تقوم حماس وحركة الجهاد الإسلامي بالمهمة نيابة عنا ويخترقان الهدنة وعندها لن تكون إسرائيل ملزمة بها ما سيتيح لإسرائيل أن تواصل قضمها لقوة الأمراء العسكريين إلى أن تحقق إنجازا حقيقيا لأن ما أنجز حتى الآن لا يُعد إنجازا كافيا لاستعادة قوة الردع.

لا يمكننا الاعتماد على الفلسطينيين في كل مرة في إنقاذنا من أخطائنا ووقف إطلاق النار بعد إطلاق صاروخ مضاد للدروع و400 صاروخ وقذيفة تجاه مستوطنات الغلاف، إذ يعتبر الأمر خطأ فادحا، فكيف إذا كانت المبادرة بإطلاق النار من حماس وبشكل مفاجئ مقابل رد خجول من طرفنا وكأننا حصان على لوحة شطرنج بيد تنظيم يدير حرب استنزاف ضد مستوطني الغلاف.

إذا ما نجح رهان نتنياهو وتجربته هو والكابينت هذه المرة سننعم بهدوء لأشهر في الجنوب ويمكن الانتقال من التهدئة إلى التسوية التي سيستفيد منها أولا سكان عسقلان وسديروت وزيكيم، لكن إذا ما فشل الرهان سيدفع هؤلاء الثمن وعلينا أن نكون شكاكين في إمكانية النجاح وأننا سنتوصل إلى هدنة.

الشك قائم على افتراضين: الأول هو الغرور والروح المغامرة لدى قادة حماس والجهاد الإسلامي وترديدهم عبارة إنهم لقنوا إسرائيل درسا، ومن المشكوك به أن يكونوا قد عانوا من الدمار الذي خلفه سلاح الجو خلال الجولة الحالية.

هذه الأضرار تعتبر ثمنا معقولا مقابل ضربة معنوية ضد إسرائيل.

الافتراض الثاني: حماس لم تتنازل عن مسيرات العودة، ويبدو أنها ستعود يوم الجمعة لها، لأنها محرك مهم لدعاية حماس والجهاد ولن تتنازل عنها وهو ما يجعلنا نعتقد أننا أمام جولة أخرى من المواجهة.

لماذا إذن أوقفنا إطلاق النار؟ هذه المرة أيضا لم تقدم مبررات جديدة ودار الحديث عن الجبهة الشمالية لكونها الأهم، إلى الجانب الحديث عن عدم الرغبة في إهانة الوسيط المصري الذي تجمعنا به شراكة إستراتيجية، وأيضا استجابة لطلب أجهزة الأمن أن لا نوصل الأمور إلى حد الكارثة الإنسانية.

ولكن يبدو أن السبب الذي جعل نتنياهو يدفع الكابينيت لتبني وقف إطلاق النار هو الجمود الذهني واعتباره أن ضبط النفس هي قوة أمام حماس طالما أنها لم تخرج عن الخطوط الحمراء حتى لو ظاهريا.

حماس والجهاد تمادت هذه المرة أكثر من اللازم والكابينيت لدينا لم يشخص الحالة الإستراتيجية ولازال غارقا في الحسابات الداخلية ليدفع الثمن في النهاية مستوطنو الجنوب.