لم يكن الخبرُ عاديًّا، ولا مجازيًّا، ولَم يكن الوردُ طبيعيًّا في هدوئه، ولا الغناءُ على سجيِّتِه التي كُنّا تعوَّدْنا عليها في البلادِ، ولم يكنْ طبيعيًّا سوى ذاك اللاطبيعيّ، فالمياتِمُ والجنائزُ، وصوَرُ الأمواتِ، وروائح العزاء التي تزكم الأنوف، وأصواتُ النادبين والنادبات، النائحين والنائحات، كلها لها وقعٌ متشابهٌ، وإيقاعٌ مكرور، والطَّبيعةُ تعرفُ أنَّ هذه الطقوس طبيعيةٌ في حالاتٍ لا طبيعية، ولكنَّ الطَّبيعيّ الحقيقيّ الذي كان في حفلةِ الوداع، هو ذلك الصوتُ اللاطبيعيّ، إنَّه صوتُ الأمّ، وهي تقرَأ