الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

النساء والريحان في مستوطنات الأغوار

2019-07-02 11:59:26 AM
النساء والريحان في مستوطنات الأغوار
نساء فلسطينيات يعملن داخل المستوطنات الإسرائيلية في الأغوار

 

الحدث - إسراء أبو عيشة 

كثيرة هي التساؤلات حول العمل في المستوطنات الإسرائيلية، إن كان جائزا أم انها جريمة يعاقب عليها كل من يقوم بها، في الحياة قبل الممات، خاصة وإن كانت من تعمل إمرأة، لكن لا سبيل لهن هؤلاء النسوة من التفكير أو الإكتراث لكل ما يسمعن أو يدور من حولهن بخصوص صحة عملهن، لا لشىء بل ان ما يشغل بال هؤلاء تأمين لقمة العيش لأبنائهن، للعيش بكرامه ليس إلا، في ظل ظروف معيشية واقتصادية صعبة بل صعبة جداً.

وقال باحث – مؤسس في مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية، فارس جابر، لـ "الحدث"، أن فيلم الريحان الدامي أنتج من قبل "المرصد" ويتحدث عن عمل النساء الفلسطينيات في مزارع المستوطنات الإسرائيلية في الأغوار، وهو محاولة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة وللمعاناة والإنتهاكات التي يتعرضن لها، وكيف تحولت المرأة الفلسطينية من دورها كمالكة ومزارعة لعاملة زراعية في قطاع الزراعة داخل المستوطنات.

وأشار جابر، أن ما يدفع هؤلاء النساء للعمل في المستوطنات الإسرائيلية، هي نتيجة الأوضاع القاسية والبطالة المتفشية في الشارع الفلسطيني، خصوصا المناطق التي تقع خارج المدن الرئيسية، وتعطل الرجال عن العمل، وأضاف، أن هذا العمل جاء محاولة لإتجاه النظر حول هذه الظاهرة الخطيرة التي لا تلقى الإهتمام المطلوب داخل المجتمع، وداخل نقاشات العمل الفلسطيني.

وأفاد جابر، أن آلية العمل تكون عن طريق وكيل فلسطيني "سمسار"، يقوم بإستقطاب النساء للعمل داخل المستوطنات، ليتلقى مقابل عملهم مبلغ مالي يتم اقتطاعه من الراتب الشهري لتلك النساء، ويكون بالعادة مقرب من المجتمع المحلي، او حتى قريب من النساء ليقوم بإقناعهم للعمل داخل المستوطنات، مقابل أجر بخس يتراوح ما بين 1300 – 1900 شيقل، وتكون النسبة المقتطعة عالية في أغلب الأحيان.

وبين جابر، أن ساعات العمل تكون طويلة جدا، حيث أنها تبدأ من ساعات الفجر وتنتهي عند غروب الشمس، نتيجة صعوبة التنقل وساعات العمل الطويلة، دون تلقيهن أدنى حقوق عمل من "تأمين صحي، ضمان إجتماعي، تقاعد،..."، او حتى حصولهم على عقد عمل في بداية عملهن، الأمر الذي يسهل على صاحب العمل "المستوطن"، او حتى السمسار التخلص من النساء في أي وقت، من خلال الإكتفاء بإخبارهن بأن عملهم قد انتهى، دون حصولهم على أي حقوق، بالتالي هذا يزيد من حدة الظاهرة وظلم العاملات الفلسطينيات، وأشار، بأنه اذا تعرضت احدى النساء لإصابة عمل يتم علاجها داخل المستشفيات الفلسطينية على حسابها الخاص، على خلاف قوانين العمل الفلسطينية او حتى الإسرائيلية، التي تجبر صاحب العمل على معالجة مصاب العمل.

وفي ذات السياق، بين جابر، بأن الإختلاف في العمل داخل الخط الأخضر تكون خاضعة لتطبيق قانون العمل الإسرائيلي، عن تلك المستوطنات.

 وأوضح جابر، بأنه وحسب الدراسات التي اجريت تبين بأن العمل داخل مستوطنات الأغوار لا يقتصر على النساء من مدينة أريحا وقراها فقط بل شمل أيضا نساء من محافظة نابلس وطوباس وطولكرم، والمناطق القريبة من تلك المستوطنات.

وقال جابر، بأنه يجب توفير البديل الفلسطيني، وإيجاد فرص للعمل لتلك النساء، ليتم حمايتهن وتأمين لهن حياة كريمة، يستطيعوا من خلال هذا العمل توفير لقمة العيش لهن ولأبنائهن.

وبين جابر، بأنه يعتبر فيلم "الريحان الدامي"، وثيقة تظهر حجم الظلم والإنتهاكات التي تتعرض لها المزارعات الفلسطينيات داخل مستوطنات الإحتلال، ويظهر غياب إهتمام الجهات المختصة لوجود وإستمرار ظاهرة السماسرة، لذلك يجب معاقبة من يقوم بهذا العمل لأنهم يقوموا بإستغلال حاجة تلك العاملات، من اجل تحقيق الأرباح على ظهور معاناتهن.