الأربعاء  01 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حساسية القمح... الأعراض والعلاج

2020-02-02 01:10:45 PM
حساسية القمح... الأعراض والعلاج
طفل مصاب بحساسية القمح

 

الحدث - إسراء أبو عيشة 

تعرف حساسية القمح على أنها مرض مناعي يصيب الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى تلف في الأمعاء الدقيقة عند تناول مادة الجلوتين الموجودة عادة في القمح أو الشعير أو الشوفان، والتي تصيب الأمعاء الدقيقة بالالتهابات، فتفقد وظيفتها في امتصاص العناصر الغذائية من الطعام.

وفي مقابلة لـ"الحدث" مع الدكتور فراس ملحم، أخصائي الجهاز الهضمي والكبد، قال، إن هذا المرض يصيب كافة الأعمار الصغيرة والكبيرة، ويتواجد بصورة أكبر عند الأطفال، وهو يعتبر من الأمراض المزمنة، "وطالما أن المريض ملتزم بالحمية الغذائية فهو في حالة صحية جيدة، ومجرد أن يتهاون في الحمية سيؤدي ذلك إلى تدهور حالته الصحية".

مرض حساسية القمح

 وحول أعراض مرض حساسية القمح فهي: الانتفاخ، آلام بالمعدة، إسهال، والشعور بالدوار بسبب فقر الدم الناتج عن عدم امتصاص الحديد والفيتامينات، خصوصاً بعد تناول مادة الجلوتين.

وحول أسباب الإصابة بمرض حساسية القمح، أشار ملحم، إلى أن الشخص الذي يصاب بهذا المرض، يكون لديه خلل في الجينات تجعله أكثر عرضة للإصابة بحساسية القمح، فعند تناول الشخص للقمح أو الجلوتين، تقوم الأمعاء بإفراز أجسام مضادة لمهاجمة مادة الجلوتين والتي تهاجم أيضا خلايا جدار الأمعاء، محدثة بذلك التهابات بالأمعاء فتصبح هذه الخلايا غير قادرة على أن تقوم بوظيفتها بطريقة صحيحة، وهي امتصاص العناصر الغذائية، فيصبح الشخص لا يستفيد من الطعام الذي يتناوله، ويكون لديه نقص بالحديد وفي فيتامين B12 وفيتامين D، وكذلك تصبح لديه هشاشة عظام، ونقص بالكالسيوم.

وأضاف ملحم، أنه من الممكن أن يصاب الشخص بحساسية القمح بعد تناوله لفترة طويلة من الزمن لمادة الجلوتين، وذلك بسبب أن هذا الشخص بالأصل تكون جيناته قابلة لأن تصاب بحساسية القمح، ونتيجة تعرضه الزائد لمادة الجلوتين تصبح لديه هذه الحساسية.

وبين ملحم، أن هناك أفراد هم أكثر عرضة للإصابة بمرض حساسية القمح، وهم: المصابون بمرض السكري النوع الأول، والمصابون بمتلازمة داون، ومن لديهم أمراض مناعية مثل الغدة، وكذلك من يوجد لهم شخص مصاب بحساسية القمح  وتربطه بهم صلة قرابة من الدرجة الأولى، بحيث يجب أن يقوم بفحص إصابته بالمرض حتى قبل ظهور الأعراض عليه.

وأشار ملحم، أن هناك علاقة بين الإصابة بحساسية القمح والقولون العصبي، حيث إن هناك العديد من المرضى ممن تشخص حالتهم على أنه قولون عصبي، وهو بالأساس حساسية قمح، خصوصا من يعانون من الإسهال.

وحول كيفية العلاج، أفاد ملحم، أنه بعد تشخيص المرض عن طريق فحص الدم، يتم أخذ العينات من الأمعاء الدقيقة للمريض عن طريق إجراء منظار للمعدة، وفي حال ثبت بأن الشخص يعاني من حساسية القمح، "نقوم بإرساله عند أخصائي تغذية، لتوجيهه بالطرق الصحيحة حول كل ما هو مسموح وممنوع من تناوله، وأين يمكن أن توجد مادة الجلوتين في الأطعمة".

وأكد ملحم، أنه من القليل جدا أن يتم إعطاء مريض بحساسية القمح أدوية معينة، لأن الطريقة الوحيدة لعلاج هذا المرض هي، اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين، إلا أن هناك حالات معينة لا تستجيب على الحمية الغذائية وتعاني بشكل مستمر من الإسهال الشديد، "هنا نقوم بإعطاء الكورتيزون للمريض".

ووفقا لملحم، فإنه وبعد تشخيص المرض، يتم إجراء فحص مستوى الفيتامينات للشخص المريض، لتزويد هذا الشخص بكافة الفيتامينات اللازمة التي خسرها الشخص بسبب حساسية القمح.

 وأضاف، "المريض يحتاج لإعادة الفحص كل ستة أشهر، لكي يتأكد الطبيب بمدى التزام المريض بالحمية الغذائية التي أعطيت له".