ترجمة الحدث| رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط: أحلام السعودية مقابل واقع غزة

ترجمة الحدث

فيما يلي المقال الافتتاحي لصحيفة هآرتس

أطلقت الصواريخ من غزة على إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأدت الضربات الجوية الانتقامية إلى تحطيم النشوة بشأن التطبيع الضعيف للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، واندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، وبشكل أساسي،  فرحة إسرائيل بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يدفعها في زاوية المفاوضات الدبلوماسية مع الفلسطينيين.

الرحلات الجوية فوق الأراضي السعودية، ووجود صحفيين إسرائيليين في جدة، وإعلان مشترك حول منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ومظاهر سلام أخرى لا يمكن أن تحل محل التهديد الملموس: الخطر الواضح والقائم الذي تواجهه إسرائيل من شرقها وجنوبها.

بشكل مخيب للآمال، تبنى بايدن النموذج الإسرائيلي الذي بموجبه، ,في الوقت الحالي، ليس من المجدي دفع عملية دبلوماسية يمكن أن تؤدي إلى تطبيق إيمانه بحل الدولتين. من وجهة نظر بايدن، هذا صراع هامشي لا يزعج العلاقات الأمريكية مع العالم العربي. لكن بايدن والمواطنين الأمريكيين ليسوا مهددين بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهم ليسوا ملتزمين بالرغبة في السلام أكثر مما يفعل الإسرائيليون والفلسطينيون.

أكد الضيف الأمريكي، الذي يروج لحقوق الإنسان كأحد أعمدة سياسته الخارجية، الجمعة أنه لا يتجنب المواجهة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وكان يمكن للمرء أن يتوقع منه أن يعبر بجرأة عن نفس التصميم عند لقائه مع مضيفيه الإسرائيليين.

تدرك إدارة بايدن جيدًا البيانات القاسية التي تم نشرها في صحيفة "هآرتس" الأسبوع الماضي: قُتل ستون فلسطينيًا في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، مقارنة بـ 70 فلسطينيًا في  عام 2021 و 19 عام 2020. إنها تدرك أنه  قد تم "تحديث" الاشتباك، مما يسمح باستخدام الذخيرة الحية ضد الأشخاص الذين يرشقون الحجارة أو الأجهزة الحارقة.

على مدى سنوات، كانت وزارة الخارجية تتابع التحقيقات الوهمية للجيش الإسرائيلي في حوادث الذخيرة الحية، وهي تدرك أنه تم التحقيق في 16 حادثًا من هذا النوع هذا العام فقط، مع عدم ضمان هذه التحقيقات لنتائج واضحة. وتتلقى سفارة الولايات المتحدة الأمريكية تقارير دورية عن العمليات الليلية للجيش الإسرائيلي عندما يقتحم منازل المدنيين الأبرياء ويخيف النساء والأطفال أثناء اعتقالهم دون سبب، حيث يطلق الجنود النار من أسلحتهم في الشارع فقط للتخويف. كان يجب على بايدن أن يرسل رسالة قوية تدين قتل الأبرياء، أخذا بعين الاعتبار خطر التورط في السياسة الداخلية الإسرائيلية أو تقويض نموذج "عدم الجدوى". كان يجب على بايدن أن يطالب بإجراء تحقيقات سريعة وفعالة في الحوادث المميتة في 
 الوقت الذي يقدم فيه نفسه نفسه كقائد ملتزم ليس فقط بأمن إسرائيل ولكن أيضًا بحق الفلسطينيين الأبرياء في الحياة. هذه الرسالة لا يمكن أن يطول انتظارها أكثر من ذلك.