الأربعاء  08 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بعد وفاة معايشي النكبة وما قبلها.. نشطاء يطالبون بحفظ التراث الفلسطيني مكتوباً

2015-05-09 11:20:46 AM
بعد وفاة معايشي النكبة وما قبلها.. نشطاء يطالبون بحفظ التراث الفلسطيني مكتوباً
صورة ارشيفية

 

الحدث-غزة-محمد مصطفى
 
فطن العديد من النشطاء والشبان إلى مخاطر نسيان واندثار جزء كبير من التراث الفلسطيني الأصيل، وما يحمله من قصص وحكايات رواها على مدى عقود معايشوا فترة النكبة وما قبلها.
 
فما كان من هؤلاء النشطاء، إلا أن طالبوا بضرورة الحفاظ على هذا التراث مكتوباً، عبر تبني مبادرات شبابية مدعومة من جهات حكومية أو مؤسسات أهلية، تهدف إلى جمع الروايات الشفهية المنقولة التي تخص التراث الفلسطيني، والقصص التي رواها الأجداد للأحفاد، في كتب ومطبوعات، وحتى في أفلام فيديو قصيرة، للحفاظ عليها، وإبقائها حية على مر العصور.
 
 

 

حفظه واجب وطني    

 

 

                   

وتقول الكاتبة والناشطة دعاء أبو جزر، إن الفلسطينيين امتازوا بتراثهم الأصيل، الذي تناقلوه جيلاً بعد جيل، وهذا التراث الراقي جدير بحفظه، كي يبقى خالداً لقرون طويلة، تتعلم منه الأجيال القادمة.
 
وأكدت أبو جزر أن البعض يعتقد بأن الثوب الفلسطيني والرقصات الفلكلورية هي التراث الفلسطيني، وهذا اعتقاد خاطئ، فتراثنا العريق أكبر وأعمق من ذلك، ومن أجل تدوينه وتأريخه ربما نحتاج إلى عشرات الكتب والمجلدات.
 
وأشارت أبو جزر إلى أنه لعقود خلت، اعتمد الفلسطينيون في استقاء المعلومات عن تراثهم لقصص الأجداد، ممن عايشوا وصنعوا هذا التراث، لكن معايشوا النكبة توفوا واحدا تلو الآخر، ولم يعد على قيد الحياة منهم سوى قلة، والحكايات التي رووها لازالت عالقة في عقول الأبناء والأحفاد، لذلك يجب الإسراع في جمعها قبل ضياعها، وتخصيص مكتبات خاصة بها، سواء مكتبات الكترونية أو ورقية، فهي جزء من أصالة شعب مناضل، وستبقى شاهدة على أحقية الفلسطينيين بوطنهم المسلوب مهما تقادمت السنين.
 
 

 

محاولات متواضعة

 
أما الناشط فادي الطهراوي، فاستغرب أنه حتى الآن لازالت محاولات جمع التراث الفلسطيني في كتب أو مطبوعات قليلة، وهي في مجملها تقتصر على جهود فردية متباعدة، رغم أن هذا التراث جزء من تاريخ وعراقة الشعب الفلسطينيين، فمن وجهة نظره فإن الأمة التي لا تعنى بتاريخها لن يكون لها مستقبل مزدهر.
 
وأشار الطهراوي إلى أنه سارع باستغلال ذكرى النكبة، ليذكر وغيره من النشطاء بضرورة إطلاق حملات مكثفة لتدوين وكتابة كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني، بدءاً بالأكلات والحفلات، مروراً بعادات الفلسطينيين في الأفراح والأحزان، واحتفالهم بحصاد المحاصيل، وعلاقة القرى وبالبلدات، وملبوساتهم وعاداتهم، ورقصاتهم وأغانيهم وكل شيء.
 
وشاركت الصحافية منى وادي سلفيها الرأي، مشددة على ضرورة الإسراع في جمع حكايات وقصص التراث الشفهية، والتحقق منها عبر طرق علمية، من خلال تأكيد المعلومة أو القصة من أكثر من مصدر، ومن ثم تدوينها مكتوبة، والبدء بجمع هذه القصص والروايات في كتب خاصة، مهمتها الاحتفاظ بالتراث.
 
واقترحت وادي على منظمي فعاليات ذكرى النكبة، باستغلال الإمكانات التي تتوفر لهم، بتنفيذ أنشطة وفعاليات مفيدة، كجمع التراث، أو جمع مقتنيات تتعلق بالنكبة، بدلاً من الاهتمام بإقامة معارض ومهرجانات خطابة، فطالما بقي التاريخ الفلسطيني أو جزء منه منقول شفهياً، فهو معرض للنسيان أو الضياع، لكن كتابته، ووضعه في مكتبات خاصة، يحفظه، يضمن تناقله عبر الأجيال.
 
وطالبت وادي باستغلال طاقات الشباب وحماستهم، للمساهمة في إنجاح مثل هذه المشروعات، التي تحمل طابع وطني بامتياز.