الإثنين  16 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحيفة عبرية: الاحتلال يأمل تقسيم سوريا جيوباً طائفية والأردن “في الحسبان”

2024-12-20 06:24:44 PM
صحيفة عبرية: الاحتلال يأمل تقسيم سوريا جيوباً طائفية والأردن “في الحسبان”
تعبيرية

الحدث الإسرائيلي

كتب الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، مقالا حول التطورات الأخيرة في المنطقة خاصة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الجمعة 20/12/2024.

وجاء فيه: 

سيطرة إسرائيل على أراضٍ داخل سوريا حذرة وعاقلة. إذا سرنا من الشمال إلى الجنوب على طول الخريطة سنجد وجوداً للجيش الإسرائيلي في سلسلة جبل الشيخ السوري وسفوحه الشرقية، حتى أطراف قرية الحضر الدرزية. سيطر الجيش الإسرائيلي على مفترقين في مدخل القنيطرة، لكنه لم يدخل القنيطرة القديمة أو الجديدة. ثمة قوة أخرى تموضعت في تل كدنه أمام البلدتين حسينية وكيشيت في هضبة الجولان. وثمة قوة ثالثة تموضعت قرب مثلث الحدود سوريا – الأردن – إسرائيل، فوق “حمات غدير” (الحمة السورية). لا يوجد سكان في المناطق التي تم الاستيلاء عليها، باستثناء بضع عشرات السوريين الذين تبقوا في قريتين صغيرتين غربي القنيطرة.

هناك رؤية وأماني، ولكن لا يوجد احتمال عملي. أمنيتنا أن نرى سوريا تنقسم إلى بضعة جيوب من الحكم الذاتي، كل جيب وطائفته. الأكراد في الشمال الشرقي، الدروز في الجنوب، العلويون في الشمال الغربي. المرشحون الأوائل للانقسام هم الدروز.

أول من طرح الرؤية الدرزية هو يغئال ألون، قائد “البلماخ” وأحد المبادرين الكبار في علاقات إسرائيل والمنطقة. اقترح ألون بعد حرب الأيام الستة تشجيع إسرائيل للدروز في جبل الدروز على إقامة دولة خاصة بهم، ترتبط بالجيب الدرزي، قرية الحضر ومحيطها، في شمال الهضبة. هذه رؤية، بالتوافق مع 2024. يعيش في جبل الدروز (منطقة السويداء) نحو 300 ألف درزي. حافظوا على ولائهم لنظام الأسد، لاعتبارات البقاء. الحكم السوري الجديد، الجهادي، لم يعين بعد حاكماً للمحافظة، فهو مشغول بالتثبت وبالشرعية.

لكن هناك احتكاكات أولية. درزي من الحضر أخرج قبل بضعة أيام من كرم الزيتون خاصته. أوقفه حاجز للنظام الجديد على الطريق. أين ستسافر، سألوه. إلى كرم زيتوني، قال. كان لك في النظام السابق، قالوا، لكنهم تركوه.

قافلة من 200 سيارة، تندرات وجيبات كلهم من رجال هيئة تحرير الشام، الحكام الجدد للدولة، نزلت السبت الماضي من دمشق جنوباً. وصلت القافلة إلى درعا، قرب الحدود الأردنية. سجل قلق في جبل الدروز: فهم قد يتوجهون يساراً إليهم. في النهاية، اكتفوا بإظهار السيادة وعادوا إلى دمشق.

الدروز منقسمون فيما بينهم. هناك دروز يتطلعون للمساعدة والحماية من إسرائيل وهناك من يبتعدون عنها كالنار. مصدر في الجيش ذكر لي هذا الأسبوع بأن كل أعمال الإرهاب التي خرجت من سوريا إلى إسرائيل، بما في ذلك عملية سمير قنطار، بدأت في الحضر. لا يوجد اليوم حضور للنظام السوري الجديد في القرية. كما لا يوجد حضور إسرائيلي.

الأكراد ردوا على انهيار نظام الأسد بتوسيع المنطقة وسيطرتهم عليها، في شمال سوريا. حرب بين فصيليهم وضغط تركي دفعهم للعودة. يتطلعون إلى مساعدة إسرائيلية. المنطقة الأكثر إقلاقاً من ناحية إسرائيل، هي جنوب هضبة الجولان. في الماضي كان فيها حضور لمنظمة جهادية مقربة من “داعش”. امتنع رجالها عن الصدام مع إسرائيل. هم لم يختفوا: الآن، حين يسيطر الجهاديون على دمشق. هناك فلسطينيون في الجنوب. نحو ألف من “الجهاد الإسلامي” ومئات الحماسيين. بعضهم مسلحون بالصواريخ. هناك مخربون من حماس بين أولئك الذين حررهم النظام الجديد من السجن. الحدود السورية قد تفتح للإرهاب. القلق الأكبر هو على مستقبل الأردن. في نهاية 2026 يفترض بالأمريكيين أن يغادروا العراق. سيسر ترامب الانسحاب من هناك قبل ذلك. إن الضغط الداخلي على النظام الهاشمي سيضاف من العراق ومن الحكم الجديد في سوريا. على إسرائيل تخصيص فرقة لحماية حدود الأردن. لا مفر من استثمار المليارات في بناء عائق.

في الخلاصة، إسرائيل راضية عن انهيار النظام في سوريا ومن تداعياته على لبنان وعلى المنطقة كلها، لكنها قلقة من تثبت النظام الجديد. مغازلات الجولاني، رئيس النظام الجديد، لحكومات غربية، وتصريحاته المعتدلة تجاه إسرائيل لا تهدئ روع أحد. تعلمنا في 7 أكتوبر بأن النوايا ليست مهمة، قال لي مصدر عسكري. تصور أن ينزل نحو 60 ألف جهادي من إدلب إلى حمص ومن هناك إلى دمشق، سينزل 60 ألف جهادي من دمشق ومن هناك إلى هضبة الجولان.

الحدث المغطى إعلامياً على إحدى قمم جبل الشيخ السوري سعى لإطلاق رسالة للنظام الجديد ولأنظمة عربية أخرى: إسرائيل هناك. الرسالة ضرورية في هذا الوضع الناشئ، بل وربما حيوية. لكن نتنياهو هو نتنياهو: لا يمكنه أن يفعل شيئاً صحيحاً دون أن يرفق به مناورة صغيرة لإنزال أيدي القضاة في محاكمته ودون أن ينظم حوله احتفال احتلال زائد. لا يوجد ما يدعو إلى تزوير مداولات لساعات على قمة جبل أجرد: المداولات الجدية تجرى في الغرف المغلقة. لا يوجد ما يدعو إلى جر رئيس “الشاباك” ورئيس الأركان إلى هناك. الحياة ليست نزهة منظمة.

هناك شرق أوسط جديد، لكن أحداً لا يعرف ما ستكون عليه طبيعته، وما سيكون فيه مكان إسرائيل وماذا ستكون احتياجاتها الأمنية. أقامت الحكومة لجنة برئاسة يعقوب نيغل، رجل ثقة نتنياهو، لفحص ميزانية الدفاع في العهد الجديد. تواصل الحرب يثير توقعاً لميزانية دفاع موسعة. الماضي يفيد بدرس آخر: إن تضخيم ميزانية الدفاع إلى حجوم وحشية بعد حرب يوم الغفران تبين كخطأ فتاك. فقد فتح عشر سنوات ضائعة في اقتصاد إسرائيل.

الأحد، مثل أمامها نائب رئيس الأركان أمير برعم. وقال للجنة إن الأساس الأفضل هو ميزانية دفاع بمعدل 5.8 في المئة من الناتج القومي الخام، 148 مليار شيكل. الأساس الحالي هو ميزانية بحجم 5.1 في المئة من الناتج، 132 مليار شيكل. لا تتحدثوا عن احتياجات الأمن الجاري. تحدثوا عن أمن أساسي، وعن الأزمة الخطيرة في القوى البشرية، وعن التردي في مكانة مقدمي الخدمة الدائمة. عن عالم فقد استقراره وآخذ في التسلح، عن حاجة لإنتاج الكثير من الذخيرة هنا، وعن الفرص التي تفتح.

حجم ميزانية الدفاع لن يتقرر في مقالات الصحف. كل رقم في هذا الحديث يبدو خيالياً، كبيراً على الدولة ومواطنيها. الأمن الأساس هو تعليم ورفاه وعمل. في النهاية، البطانية قصيرة: جميل أن يعترض صاروخ حيتس 3 صاروخاً حوثياً، لكن كل صاروخ كهذا يكلف 4.5 مليون دولار.