الحدث العربي الدولي
بعد خمسة جولات من المحادثات استمرت لأسابيع طويلة، بدا خلالها أن الولايات المتحدة وإيران تقتربان من توقيع اتفاق نووي يُبعد شبح الحرب، تغيّرت النبرة بشكل جذري خلال الساعات الأخيرة، لتوحي باحتمال تصعيد خطير في الشرق الأوسط.
بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" صباح اليوم، فإن الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتنفيذ هجوم وشيك على إيران. ونقلت الصحيفة عن مصدر إيراني رفيع المستوى أن قادة سياسيين وعسكريين في طهران عقدوا اجتماعات مكثفة لبحث سبل الرد على أي هجوم محتمل، مشيرًا إلى أن الرد سيكون عبر إطلاق مئات الصواريخ الباليستية من داخل الأراضي الإيرانية.
وفي السياق ذاته، ذكرت شبكة NBC نقلاً عن مصادر أميركية وأوروبية أن الهجوم الإسرائيلي متوقع خلال أيام، ومن المرجح أن يتم من دون غطاء أميركي. كما أفاد تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الليلة الماضية بأن الإدارة الأميركية رفعت حالة التأهب تحسباً لأي عملية إسرائيلية ضد إيران، في حين ذكرت قناة CBS أن مسؤولين أميركيين أُبلغوا بأن "إسرائيل جاهزة بالكامل" لشنّ هجوم، وأن واشنطن تخشى من أن ترد طهران باستهداف قواعد أميركية في العراق، ما دفعها لتقليص وجودها في المنطقة.
في خضم هذه التوترات، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب منشورًا قال فيه: "أنا واثق أن جيش الولايات المتحدة سيضيف مجدًا إلى مجده في الأيام المقبلة.
ستُظهرون شجاعة لا تنتهي، وستحمون كل شبر من أرض الولايات المتحدة، وستقاتلون لأجل أميركا حتى أقاصي الأرض".
وفي تصريحات أخرى أدلى بها ترامب يوم أمس، أقرّ بأنه بات "أقل ثقة بكثير" بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وردًا على سؤال حول ما إذا كان لا يزال يؤمن بإمكانية إجبار إيران على تفكيك برنامجها النووي، قال: "كنت أعتقد ذلك، لكنني أصبحت أقل اقتناعًا بذلك الآن".
من جهته، ألقى ستيف وِيتكوف، مبعوث ترامب، خطابًا في نيويورك خلال فعالية نظّمتها منظمة "اتحاد الإنقاذ"، ثم غادر بسرعة إلى واشنطن بعد أن استدعاه ترامب شخصيًا عدة مرات. وفي كلمته، شدد ويتكوف على أنه "يجب عدم السماح لإيران أبدًا بتخصيب اليورانيوم أو تطوير أي قدرات نووية"، مضيفًا: "إيران نووية تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. وإيران التي تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة هي أيضًا تهديد لا يقل خطورة. إنها تهديد وجودي للولايات المتحدة، وللعالم الحر، ولدول الخليج مجتمعة".
وفي مؤشر إضافي على خطورة الموقف، أفادت وكالة "رويترز" أن قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي (CENTCOM)، مايكل كوريلا، أرجأ شهادة كان من المفترض أن يدلي بها أمام الكونغرس اليوم، بسبب تطورات المنطقة. وقد أدى تصاعد التوتر إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة تقارب 5% مساء أمس.
ورغم كل المؤشرات التي تنذر بانفجار وشيك، لا تزال هناك فرصة ضئيلة لتغيير المسار. إذ من المتوقع حتى الآن عقد الجولة السادسة من المحادثات بين واشنطن وطهران يوم الأحد المقبل في العاصمة العُمانية مسقط. وكان تقرير سابق لـ"واشنطن بوست" قد ألمح إلى أن الجولة مهددة بالإلغاء، إلا أن وكالة "رويترز" أكدت أن ويتكوف سيلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في موعده المقرر.