الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مركز الميزان: الاحتلال يكثف جرائمه ويتعمد شل الحياة في غزة

2014-07-29 11:15:17 PM
مركز الميزان: الاحتلال يكثف جرائمه ويتعمد شل الحياة في غزة
صورة ارشيفية
الحدث- غزة
 
قال مركز الميـزان لحقـوق الإنسـان إن 'قوات الاحتلال تصعّد من ارتكاب جرائم حرب بالغة الوضوح، وتتعمد استهداف المدنيين دون تمييز بين طفل أو شيخ أو سيدة أو رجل'.
وأوضح المركز في تقرير صادر عنه اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال 'تتعمد إحداث الردع وترويع المدنيين، وتهجيرهم قسرياً في أرجاء واسعة من قطاع غزة، حيث تواصل مطالبة سكان مناطق سكانية شديدة الاكتظاظ بمغادرة منازلهم ومناطقهم السكنية، كأحياء الزيتون والتفاح شرق مدينة غزة، ومناطق بيت حانون وبيت لاهيا وتل الزعتر وجباليا البلد بالكامل، والتوجه إلى وسط مدينة غزة'.
وبين أن قوات الاحتلال 'صعدت من قصفها المدفعي من البحر، وقصف أهداف مدنية كمبنى الرقابة الإدارية، ومنازل سكنية في المنطقة القريبة من مستشفى الشفاء الذي تعرض للقصف أيضاً، وهذا ما يجري في رفح وخان يونس والوسطى، حيث أمرت قوات الاحتلال سكان المواصي على امتداد ساحل البحر بمغادرة المنطقة، وسكان المناطق الشرقية كذلك، وواصلت قصف منازل ومباني مدنية وسط المدن'. 
واعتبر المركز أن 'صوت القصف الشديد والمتلاحق، وفي كل مكان، مع تواصل انقطاع التيار الكهربائي أثار رعباً حقيقياً في صفوف المدنيين، الذين لا تتوفر لهم أي إمكانية لإخلاء مساكنهم، بل لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، سيما وأن المدارس امتلأت بالمهجرين، ومع ذلك واصلت قوات الاحتلال استهداف محيط هذه المدارس لترويع الآلاف بداخلها، حيث أصيب مهجرون بجروح داخل مدرسة البحرين التابعة لوكالة الغوث الدولية، التي كانت حولتها لمركز إيواء في وقت سابق ولجأ إليها سكان من حي الشجاعية وبلدية بيت حانون'.
وقال تقرير المركز إن قصف خزانات الوقود التي تغذي محطة توليد الطاقة الكهربائية، التي يعتمد عليها سكان القطاع بشكل رئيسي بعد قطع خطوط تغذية الكهرباء، التي كانت تزود بها سلطات الاحتلال قطاع غزة، ساهمت في تعظيم معاناة مواطني القطاع، ووضعت الخدمات الأساسية في كافة مدن القطاع على شفير كارثة حقيقية، سيما المستشفيات التي أصبحت تعمل بشكل كامل على مولدات الكهرباء البديلة، هذا بالإضافة للمخابز وخدمات المياه والصرف الصحي التي يتهددها خطر جدي بوقف خدماتها بشكل كامل.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان إلى ارتفاع أعداد الضحايا ليصبح عدد الشهداء (1194) من بينهم (282) طفلاً و(147) سيدة، وبلغ عدد المدنيين من الشهداء (944). ومن بين الشهداء (591) قتلوا داخل منازلهم بالإضافة إلى فتاتين من ذوي الإعاقة داخل مؤسسة، من بينهم (194) طفل و(121) سيدة. كما قتل (149) شخصاً عند مداخل منازلهم أو بينما كانوا يحاولون الفرار منها. يذكر أن عدد الشهداء يقتصر على من جرى التعرف على جثثهم. كما بلغ عدد الجرحى (4960) جريح من بينهم (1452) طفل و(999) سيدة، وبلغ يعدد المنازل المستهدفة بشكل مباشر (653) ، كما بلغ عدد المنازل المدمرة بشكل كلي (593) منزل، والمدمرة جزئيا (3918) منزل.
وأشار المركز إلى أن مدفعية الاحتلال، المتمركزة داخل حدود الفصل الشمالية، واصلت إطلاق القذائف تجاه المناطق السكنية، والمنازل المأهولة بالسكان في أبراج العودة والندى وعزبة بيت حانون، في بلدة بيت حانون ومناطق: الجرن ومحيط مسجد أبو الخير والسكة ومحيط الإدارة المدنية (سابقاً)، وعزبة عبد ربه والزاوية وتل الزعتر بجباليا، والمنشية ومساكن مدينة الشيخ زايد وقليبو شرقي بيت لاهيا، بدءاً من الساعة 11:30 من صباح يوم أمس الاثنين، وحتى منتصف اليوم، ما تسبب في قتل (8) مواطنين بينهم (4) أطفال وسيدتين، كما أصيب (55) مواطناً بجراح، بينهم (18) طفل، و(16) سيدة، كما ألحق أضراراً بالغة في (10) منازل، و(7) منشآت هي: مساجد أبو الخير، وأبو حنيفة النعمان، والبشير، وقليبو وعبد الله عزام، وجمعية الوئام الخيرية وروضة بغداد النموذجية، واتسم القصف بالعنف والاستمرارية لتلك المناطق.
كما صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من استهدافها المنظم للمدنيين في محافظة خان يونس من خلال استمرار قصف المنازل السكنية بصواريخ الطائرات الحربية المختلفة، كما واصلت المدفعية والبوارج الحربية قصفها المكثف والعنيف منذ مساء الاثنين.
وتسببت أعمال القصف هذه في قتل (49) فلسطينياً، بينهم (16) طفل و(8) نساء، وبلغ عدد الجرحى (73) من بينهم (17) طفل، (9) من النساء، وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، دون تحذير مسبق، ما أدى لارتفاع عدد الضحايا من المدنيين، حيث قصفت طائرات الاحتلال (8) منازل، ما أسفر عن سقوط عائلات بأكملها ما بين جريح وقتيل، من بينها عائلة الرقب، وعائلة النجار، وعائلة الآغا.
كما اسفر العدوان المستمر واستهداف البنية التحتية والخدمات الى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وفي بعض المناطق لعدة أيام، وكذلك الأمر بالنسبة لشح مياه الشرب وصعوبة نقلها إلى المنازل ما ينذر بكارثة صحية، كما تعطلت شبكة الهواتف الخلوية بسبب الاستهداف المتكرر لأبراج الإرسال، ما أدى لتعطلها بشكل كامل لأكثر من 10 ساعات، وفي نفس السياق استهدفت قوات الاحتلال طاقم تابع لبلدية بني سهيلا، ما تسبب في قتل المواطن عصام إبراهيم أبو شاب، (42 عاماً)، وهو موظف في بلدية بني سهيلا،  استشهد بينما كان يقوم بفتح محابس المياه لتوصيلها للمواطنين.
وعبر المركز عن شجبه واستنكاره الشديدين لاستمرار صمت المجتمع الدولي، الذي يشكل غطاء لقوات الاحتلال ويمنحها مزيدا من الوقت، ويشجعها على مواصلة جرائم الحرب التي ترتكبها في قطاع غزة.
كما استنكر بشدة تصعيد قوات الاحتلال غير المسبوق لعدوانها، وأكد على أن ما تقوم به تلك القوات هي جرائم حرب تستوجب ملاحقة من يقترفها ومن يأمر بارتكابها، وحذر من ارتكاب  مزيد من الجرائم والمجازر في القطاع، إذا ما استمر صمت المجتمع الدولي الذي يوفر غطاءً سياسياً للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة.
وجدد المركز مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وحماية المدنيين كجزء أصيل من واجبه القانوني بموجب القانون الدولي، كما جدد دعوته لشعوب العالم بتكثيف حراكهم الشعبي سلمياً للتضامن مع محنة المدنيين في قطاع غزة، والضغط على حكوماتهم للتحرك العاجل لوقف العدوان.