الخميس  11 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

300 ألف متظاهر يحتشون في العاصمة لندن للمطالبة بوقف حرب الإبادة

2025-09-06 08:36:14 PM
300 ألف متظاهر يحتشون في العاصمة لندن للمطالبة بوقف حرب الإبادة


الحدث العربي والدولي

تدفق أكثر من 300 ألف شخص إلى قلب العاصمة البريطانية لندن، اليوم السبت، في واحدة من أكبر التحركات الجماهيرية التي شهدتها المدينة منذ عقود، ضمن فعاليات اليوم العالمي للعمل من أجل غزة للمطالبة بوقف سفك الدماء.

وتحولت الشوارع من ساحة راسل إلى وايتهول، إلى بحر من الأعلام واللافتات والهتافات المطالبة بوقف إطلاق النار الدائم، ورفع الحصار عن غزة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

وعكس حجم الاحتجاج شعورًا عميقًا بالإلحاح والغضب إزاء الدمار المستمر في غزة، حيث دُمّرت أبراج سكنية بأكملها، تاركة العائلات بلا مأوى، مصابة بالصدمة والحزن. 

وأقام المتظاهرون وقفات تأبينية، وحملوا أسماء الشهداء، ووقفوا لحظات صمت كانت أكثر صدًى من الكلمات. فيما زين آخرون الشوارع بالفن والألوان، رافضين السماح لمأساة غزة بأن تُمحى من ذاكرة العالم.

وقال بن جمال من حملة التضامن مع فلسطين في بداية المسيرة: “نسير للمرة الثلاثين منذ أن أطلق الاحتلال حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني. نسير في وقت جعل فيه تحرك التضامن العالمي، وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، الاحتلال أكثر عزلة من أي وقت مضى في تاريخها. ومع ذلك، لا تزال حكومتنا ملتزمة ليس فقط بالتواطؤ في هذه الإبادة، بل بالمشاركة الفعلية فيها”.

وأضافت ليندسي جيرمان من ائتلاف وقف الحرب: “ما الذي لا تفهمه هذه الحكومة بشأن هذه الإبادة؟ لماذا تعتقد الحكومة أنه من المقبول أن يلتقي الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بالوزراء يوم الخميس؟ كان يجب اعتقاله، بينما يُعتقل الناس في ساحة البرلمان اليوم لمجرد الاحتجاج على الإبادة”.

وألقى فارس عامر، ممثل المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، خطابًا قويًا أمام الحشود، تناول فيه الوضع في غزة والصمت المدوّي للمجتمع الدولي: “اليوم وأمس و كل يوم للسنتين الماضيتين، شهدنا جيش الاحتلال الإرهابي يمحو أحياء كاملة في غزة، ويسوي أبراجها و مجمعاتها السكنية بالأرض، فقط لأن أهل غزة يرفضون الاستسلام للحياة، فتسعى إسرائيل لسرقة أبسط مقومات حياتهم، تاركة أهل غزة بلا طعام أو ماء أو مأوى أو حتى ذكريات يعيشون عليها”.

كما ألقى الدكتور غسان أبو سِتّة، وهو شاهد ناجٍ من الإبادة، خطابًا مؤثرًا قال فيه: “بينما نقف هنا، لا تزال القنابل تتساقط على رؤوس أطفال غزة. والطعام متكدس عند الحدود، تحجزه إسرائيل. ردًا على هذه الجريمة المستمرة، يقرر مجرم الحرب في داونينغ ستريت استقبال رئيس دولة الإبادة”. 

وتابع: “كأن دم الفلسطينيين الذي سال ليس كافيًا له ليعلن دعمه لهذا الموت الصهيوني. يريد التأكيد أنه حتى الآن، بينما الحل النهائي يحدث في غزة، يظل متمسكًا بدعمه لهذه الآلة الإبادية. كير ستارمر مرتبط بهذه الإبادة بقدر ارتباط نتنياهو وبن غفير بها”.

وجمعت المسيرة أصواتًا من كل أطياف المجتمع، بمشاركة منظمات شريكة، وبرلمانيين مثل جيريمي كوربين، زارة سلطانة، وأبسنا بيجوم، إلى جانب قادة النقابات جو جرادي وسارة كيلباتريك، رئيسة الاتحاد الوطني للتعليم. 

ومن الخطوط الأمامية الطبية، جاء شهادة الدكتور غسان أبو سِتّة، بينما وقف ماري ميسون، تاج علي، نيك ماينارد، إبراهيم خضرا، حسام زملوط، إميلي ستيفنسون، والدكتور أنس التكريتي كأدلة على اتساع التضامن عبر الأجيال والأديان والمجتمعات.

ويأتي الاحتجاج ضمن تحرك عالمي اجتاح القارات، من باريس إلى جوهانسبرغ، ومن نيويورك إلى كوالالمبور، حيث خرج الملايين إلى الشوارع متحدين في مطلب واحد: أوقفوا الإبادة، انهوا الحصار، وأعدوا العدالة لفلسطين.

وقال المنظمون إن اليوم لم يكن مجرد مسيرة، بل إعلان نية ورفض الصمت أمام الظلم. كما ذكر أحد المتحدثين الحشود بأن الصمت هو تواطؤ، وأن التاريخ سيتذكر موقف العالم بينما غزة تحترق.

ودعت التحالف العالمي من أجل فلسطين إلى اتخاذ إجراءات دولية منسقة ومستدامة لممارسة الضغط على الحكومات والمؤسسات التي تمكّن الاحتلال.

وأكد منظمو الحركة أن المعركة لم تنته هنا. ما حدث اليوم في شوارع لندن كان لمحة عن تصاعد ضمير عالمي، واستيقاظ شعوب ترفض قبول الإبادة كتكلفة للسياسة.



اقرأ المزيد عبر المركز الفلسطيني للإعلام: 
https:/