الإثنين  06 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

دراسة: مواقد الحطب تلحق ضررا بالرئتين يعادل تأثير دخان السجائر

2025-10-02 05:03:23 AM
دراسة: مواقد الحطب تلحق ضررا بالرئتين يعادل تأثير دخان السجائر
حطب

الحدث الصحي 

كشف باحثون أن استخدام مواقد حرق الحطب في المنازل يمكن أن يُلحق بالرئتين أضرارا تُشبه تلك الناتجة عن تدخين السجائر، حتى بين الأشخاص الأصحاء، غير المدخنين، ومن ينتمون لشرائح اجتماعية ميسورة.

واعتمدت الدراسة، التي أجراها فريق من جامعة كوليدج لندن، على بيانات من الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة، والتي تابعت صحة آلاف الأشخاص على مدار ثماني سنوات. وركز الباحثون على قياس مؤشر FEV1، وهو حجم الهواء الذي يستطيع الشخص إخراجه بقوة خلال الثانية الأولى من الزفير، حيث يرتبط انخفاض هذا المؤشر بزيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، والعجز، والموت المبكر.

وأظهرت النتائج أن مستخدمي مواقد الحطب فقدوا سعة الرئة بمعدل أسرع مقارنة بغير المستخدمين، رغم تمتعهم بأنماط حياة صحية. وقالت الباحثة الرئيسية، الدكتورة لورا هورسفال: "تشير نتائجنا إلى أن الجسيمات الدقيقة المنبعثة من مواقد الحطب تُحدث التهابات في الرئة مشابهة لتلك الناتجة عن تدخين التبغ. نحن نعلم أن احتراق الخشب يُطلق مواد ملوثة، بعضها مُسرطن".

ووفقا للدراسة، فإن الوقود الصلب المستخدم في المنازل البريطانية، وخاصة الخشب والفحم، مسؤول عن 20% من الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، أي ما يعادل خمسة أضعاف ما تنتجه عوادم السيارات. وارتفعت هذه الانبعاثات من 3200 طن عام 2009 إلى نحو 6000 طن في 2023.

ورغم أن أبحاثًا سابقة ربطت دخان الحطب بمشاكل تنفسية في الدول الفقيرة، تُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي توثق تأثيرا مماثلا في بلد غني مثل بريطانيا.

وحذرت البروفيسورة آني جوهانسن، رئيسة مجموعة خبراء علم الأوبئة في الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، من تزايد الاعتماد على مواقد الحطب في أوروبا، معتبرة أنها تشكل "خطرا بيئيا مباشرا على الصحة التنفسية"، خاصة لدى المصابين بأمراض تنفسية مزمنة.

وأكد الخبراء أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر، نظرا لنمو الرئتين غير المكتمل لدى الأطفال، وضعف وظيفة الرئة لدى المسنين.

وفي الولايات المتحدة، أعربت وكالة حماية البيئة عن قلق مماثل، مشيرة إلى أن العديد من مواقد الحطب تُصدر ملوثات أكثر من المعلن. أما في بريطانيا، فقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا في حالات دخول المستشفيات بسبب الربو ومشكلات التنفس الحادة، وكان تلوث الهواء أحد الأسباب الرئيسة.

ودعا مختصون ونشطاء إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية صارمة، تشمل التخلص التدريجي من مواقد الحطب في المناطق الحضرية، وحظر الحرق غير الضروري بحلول ثلاثينيات هذا القرن، لحماية الصحة العامة.

وقد عُرضت هذه النتائج خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي في أمستردام.