نقل موقع "walla” عن مصادر بأجهزة الأمن في إسرائيل إن الحادث الذي وقع بقرية دوما يمس نقطة حساسة للغاية لدى المجتمع الفلسطيني، حيث تم حرق رضيع في فراشه، لذلك فإن اندلاع أعمال انتقامية من قبل الفلسطينين هو مسألة وقت فقط، معتبرا أن النشاطات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف قد تعجل بذلك.
وتابع :” ليس سرا أن السلطة الفلسطينية وحماس تسعيان مؤخرا لتغيير الوضع القائم في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، فالسلطة معنية بممارسة ضغط على إسرائيل وتحدي الحكومة عبر نشاطات سياسية مكثفة، بينها تقديم شكاوى للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وحملة نزع الشرعية. في المقابل، تحاول حماس بكل قوتها إنشاء بنى تحتية للإرهاب بيهودا والسامرة وزعزعة الاستقرار أمام إسرائيل وداخل السلطة الفلسطينية".
“أمير بوحبوت" محلل الشئون العربية بالموقع رأى أنه ورغم محاولات المصالحة بين حماس وفتح، فإن الحديث يدور عن طرفين يكره بعضهما الآخر، ولدى كل منهما رؤية مختلفة تماما. إذ تفضل السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن الهدوء، والأمن وخوض حرب على الساحة الدبلوماسية فقط، بينما تحاول حماس استغلال الفرص لتنفيذ ما وصفه بـ"الانقلاب" في الضفة، أو على أقل تقدير تنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
واعتبر أن حادث حرق الرضيع دوابشة وضع ما وصفهم بـ"الفلسطينيين المتشددين" أمام خيارين، إما إخراج الجماهير الفلسطينية للتظاهر بالشوارع، أو تنفيذ عمليات محدودة ضد أهداف إسرائيلية. لافتا إلى أن الخيار الثاني هو الأكثر واقعية، حيث تتزايد إمكانية اتساع رقعة ما سماه "الإرهاب الشعبي".
ومضى يقول:”عمليات الإرهاب اليهودي كتلك التي وقعت في دوما تمثل تحديا للسلطة الفلسطينية. فمن جهة تجد نفسها مطالبة بالرد بقوة والسماح للشارع بالتنفيس عن غضبه، وفي المقابل يدرك كبار المسئولين بالسلطة أن إطلاق العنان وتشجيع العنف يضر بالمصلحة الفلسطينية فيما يتعلق بطلب اعتراف العالم بفلسطين كدولة".
عبر هذا الفراغ يدخل "المتشددون الفلسطينيون" وفي مقدمتهم حماس، التي تحاول طرح بديل للشباب الفلسطينيين الذين ضاقوا ذرعا بالنهج الدبلوماسي للسلطة، تلك التي تنتظر منذ أكثر من 20 عاما إقامة الدولة. وبينما تغيب المفاوضات عن الأفق، وليس هناك أي أفق سياسي، تصبح الأمور أكثر تطورا وإحباطا، على حد قول "بوحبوت".
ومع تضييق أجهزة الأمن الإسرائيلية على أي نشاطات للمقاومة الفلسطينية لإقامة بنية تنظيمة مستقرة في الضفة الغربية، يرى المحلل الإسرائيلي أن "خلايا محلية" بدأت في الازدهار خلال الفترة الماضية، تتميز بتنظيمها الذاتي، حيث تقوم بشراء السلاح والسيارات، وتحصل على المعلومات عبر الانترنت، وتصنع العبوات الناسفة وفي النهاية تنفذ عمليات بمستوى منخفض. هذه التنظيمات تعود أحيانا لتجميد نشاطاتها بعد تنفيذ العملية، ولا تعاود الكرة مجددا.
هناك أيضا المنفذون المنفردون، الذين يستيقظون صباحا وقد اتخذوا القرار بتنفيذ عملية فدائية ضد اليهود، مدفوعين بالممارسات الإسرائيلية، بما فيها الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى.
وختم "بوحبوت" تحليله بالقول :”من الواضح الآن أنه في الوقت الذي يبذل فيه الشاباك (جهاز الأمن العام) والشرطة الإسرائيلية جهودا كبيرة لتحديد المسئولين عن جريمة قرية دوما، ستشهد المنطقة أياما حساسة للغاية، مع احتمال كبير باشتعال الأوضاع".