السبت  14 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هدنة الميناء أو المعبر (تحليل إخباري)

2014-08-07 09:58:38 PM
هدنة الميناء أو المعبر (تحليل إخباري)
صورة ارشيفية
خاص "الحدث"
 
تشهد القاهرة  الآن سخونة على طاولة مفاوضاتها، يُصاحبها تصاعد في التصريحات الإعلامية من قبل الوفد الفلسطيني المفاوض وقيادات المقاومة الفلسطينية بشأن ضرورة تنفيذ مطالبها وعلى رأسها رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وتحديداً معبر رفح. وبينما صرحت القاهرة في وقت سابق بأن موضوع المعبر هو خارج إطار المفاوضات الحالية، نجد أن إسرائيل قد أبدت اليوم موافقة على رفع الحصار بينما تحفظت على موضوع إنشاء المطار والميناء.
 
أما المفاجئ فكان خطاب كتائب عز الدين القسام، الذي قال فيه صاحب الكوفية الحمراء والناطق باسم الكتائب، أبو عبيدة، إن كتائب القسام جاهزةٌ تماماً لحرب استنزاف طويلة الأمد تلحق خلالها بإسرائيل خسائر اقتصادية لا تحتملها مالم يتم الموافقة على إنشاء ميناء في غزة.
 
ويستحق تشديد أبو عبيدة في حديثه على موضوع إنشاء ميناء في غزة، وقفة متفحصة، فأبو عبيدة أرسل 3 رسائل في خطابه المقتضب، الأولى لإسرائيل، أما الثانية فهي لمصر، أما الثالثة فهي للوفد المفاوض في مصر أن هذا هو الحد الأدنى الذي قد تقبل به المقاومة.
 
وعلى ما يبدو فإن الساعات القليلة القادمة إما ستشهد إنهيار التهدئة تماماً بحيث يستأنف إطلاق الصواريخ بعد الساعة الثامنة صباحاً وهو موعد انتهاء هدنة 72 ساعة التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، أو أن تحدث إنفراجة غير متوقعة بشأن مفاوضات التهدئة الجارية في القاهرة حاليا.
 
وحتى اللحظة، ما تزال مصر تحاول ترحيل موضوع رفح وتأجيله دون التعامل معه كأساس لرفع وفك الحصار عن قطاع غزة، خاصة وأن المعبر يعد الشريان الرئيس لبث الحياة في قطاع غزة وحلقة الوصل بين القطاع والخارج.
ومن المتوقع أن تشتد المحادثات سخونة هذه الليلة وخاصة أن مبعوث الخارجية الأمريكية فرانك غراهام يصل إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات بشأن التهدئة في غزة. مع انضمام وفد إسرائيلي ثان إلى المفاوضات في هناك.
 
ويرى مراقبون أن إسرائيل تسعى إلى المماطلة والتسويف وشراء الوقت وبالتالي أن تصل إلى نتيجة استمرار الهدنة، بمعنى وقف إطلاق نار مقابل إطلاق نار، وإجهاض مطالب وشروط المقاومة الفلسطينية. وهذا ما تدركه المقاومة جيداً ويفسر حدة التصريحات من القياديين في المقاومة، وفي الفصائل الفلسطينية.
 
فقد أكد مشير المصري على أهمية التزام الوفد المفاوض في القاهرة بمطالب المقاومة قائلاً: "نقول لوفدنا المفاوض لا تعودوا إلا بمطالبنا وانتزعوا حقوقنا رغم أنف الاحتلال." في حين قال د. موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، من ينتصر في الميدان لا ينكسر على طاولة الحوار.
 
وهذه الثقة في التشديد على أهمية التمسك بمطالب المقاومة لها ما يعززها من أوراق قوة على طاولة القاهرة، ففصائل المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام وسرايا القدس ما زالت تملك ترسانة من الصواريخ قادرة على إطلاقها على المدن الإسرائيلية، بما فيها تل أبيب وإنزال 5 مليون إسرائيلي إلى الملاجئ، ومازالت تملك جندياً أسيرا، وضابطاً مجهول المصير، طالب نتنياهو الصليب الاحمر بمساعدته في استعادت جثتيهما. فضلا عن وحدة موقف الوفد الفلسطيني المفاوض بكل فصائله، وصلابة الظهير الشعبي في الضفة الغربية وفي قطاع غزة  وفي الداخل الفلسطيني والشتات مؤيد لمطالبها.
 
يبدو أن المقاومة الفلسطينية قد تعلمت من دروس سابقة ومن عدواني 2008 و2012 عندما تم التوصل إلى تهدئة نقضتها في كل مرة إسرائيل، لذلك فهي متمسكة هذه المرة بمطالبها، وترى أن شروط المقاومة يجب أن يتم تحقيقها، فغزة تستحق بعد ثماني سنوات من الحصار والقتل والتجويع وسياسة الموت البطيء أن تحيا بكرامة.
 
سياسية عض الأصابع الليلة إما ستنتهي بشروط المقاومة أو أن المعركة ستستمر، وهي معادلة صفرية!