الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هذا ما يتعلمه حزب الله من روسيا استعداداً "لاسرائيل"

2016-01-08 10:03:56 PM
هذا ما يتعلمه حزب الله من روسيا استعداداً
مجموعة من جنود حزب الله (أرشيفية)

الحدث - وكالات

تشير دراسة صادرة عن معهد واشنطن وسياسات الشرق الأدنى الى أن العمل مع الروس في سوريا "يساعد حزب الله على تعلم كيفية تنفيذ عمليات هجومية معقدة في البيئات الحضرية".

وترى الدراسة الهامة التي شارك في وضعها العميد في الجيش الاسرائيلي "موني كاتس" أنه "في النزاعات السابقة، كانت تكتيكات حزب الله تركز على حرب العصابات وكانت الوحدات الصغيرة مكلفة بالدفاع عن قراها أو إعاقة تحركات الجيش الاسرائيلي. لكن هذه المقاربة لا تنطبق على عدة معارك في سوريا، حيث اضطر الحزب في معظم الأحيان إلى نشر وحدات أكبر بكثير في العمليات الهجومية بالتزامن مع المدفعية وعناصر الطاقة الجوية. وتملك القوات الروسية خبرة واسعة في حرب المدن، وبالتالي يمكنها على الأرجح أن تزود الحزب بعدة معلومات مفيدة، بما فيها كيفية تنظيم بنية فعالة للقيادة والتحكم، وكيفية اختيار أسلحة مختلفة لسيناريوهات مختلفة، وكيفية خلق أهداف إضافية بعد الدخول إلى أرض المعركة، وكيفية المحافظة على الطرق اللوجستية".

 

ومن خلال مناقشة التكتيكات مع قادة روس مخضرمين، "يمكن أن يطّلع حزب الله بوضوح على كيفية تنظيم قواته وفقاً للمهام على النحو الملائم، والتنسيق بين عناصر متفرقة على أرض المعركة بشكل فعال، وقضايا أخرى، مما يعود بفائدة كبرى على الحزب بالرغم من قلة تدريبه وتجهيزه بالمقارنة مع القوات الروسية".

 

التحضير للمواجهات المقبلة

عندما يخوض القادة العسكريون حملة طويلة وصعبة، "تتجه أفكارهم لا محالة نحو النزاعات المستقبلية المحتملة. وغالباً ما يعني ذلك ترجمة العبر المستخلصة إلى استراتيجيات وتكتيكات جديدة، بالإضافة إلى مقاربات جديدة فيما يتعلق بالمشتريات والتدريبات العسكرية. وليس هناك شك بأن قادة حزب الله في سوريا يفكرون بالفعل في مثل هذه القضايا، ويمكن أن يؤثر القتال إلى جانب الروس إلى حد كبير على العبر التي يستخلصونها".

 

على المستوى الاستراتيجي، تخلص الدراسة الى ان الحزب "تخلى على ما يبدو عن مقاربة "عدم الخسارة" وأخذ يركز عوضاً عن ذلك على طرق تحقيق الانتصارات المرتقبة في مراحل مبكرة من نزاع معين. على سبيل المثال، أفاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عام 2011 أن قواته تخطط لاختراق الحدود الشمالية لإسرائيل خلال الحرب المقبلة بهدف الاستيلاء على مستوطنات في الجليل، ومنذ ذلك الحين، أعرب مراراً عن هذه المشاعر. ويشكل ذلك ابتعاداً واضحاً عن النموذج الدفاعي التقليدي للحزب، كما أن المحادثات مع القادة الروس يمكن أن تدعم هذا التحوّل وتساعد حزب الله على مواصلة تطوير استراتيجياته الهجومية".

 

وعلى المستوى التكتيكي، "يشغل حزب الله حالياً مقعداً في الصفوف الأمامية يتيح له مراقبة مختلف نظم الأسلحة والمعدات التي يستخدمها الروس في سوريا، والتي لم يسبق للحزب أن رأى بعضها من قبل. وبالتالي، يمكن أن يتعلم الحزب كيفية استخدام أسلحته الحالية (بعضها روسية الصنع) على نحو أكثر فعالية ويدرس النظم التي قد يرغب بشرائها في المستقبل. على سبيل المثال، أشارت تقارير مؤخراً إلى أن حزب الله قد حصل على صواريخ أرض-جو من طراز "SA-22". وقد جلبت روسيا النظام ذاته إلى سوريا. فإذا ما استُخدمت هذه الأسلحة تحت إشراف غرف العمليات المشتركة، يمكن لعناصر حزب الله أن يُكوّنوا فكرة أوضح عن كيفية تشغيل رادار النظام والتعامل مع أهداف متعددة في الوقت نفسه. وكذلك، سيرون كيف تستخدم القوات البرية الروسية نظم الصواريخ على غرار "TOS-1" و "RPO-A Shmel"، التي سبق أن شوهدت في سوريا وقد تبدو مفيدة للحزب في حرب مستقبلية مع إسرائيل. حتى أن الخبرة المكتسبة من استخدام نسخ روسية متفوقة من المعدات الأساسية، بما فيها نظارات الرؤية الليلية والبزات التكتيكية والمستلزمات الطبية، قد تكون حاسمة".

 

دروس اضافية

بما أن روسيا وحزب الله لن ينسحبا في القريب العاجل من سوريا، "سيستمر الحزب في استخلاص الدروس".

 

تشير الدراسة الى أنه التاريخ الحديث أثبت ان حزب الله ينقل عادة خبراته المكتسبة الى نظرائه وحلفائه من تنظيمات اقليمية. على سبيل المثال، "نفذت ميليشيات شيعية مدربة من قبل حزب الله تكتيكات مماثلة ضد الجنود الأمريكيين في العراق قبل الانسحاب الأمريكي. ووفقاً لبعض التقارير، أقدم قادة مخضرمون رفيعو المستوى من حزب الله على تدريب القوات الحوثية في اليمن، التي تُظهر اليوم قدرات هائلة في معركتها ضد التحالف العربي. وفي غزة، تنفذ تنظيمات إرهابية على غرار حماس و حركة الجهاد الإسلامي منذ وقت طويل استراتيجيات حزب الله في المجالين السياسي والعسكري".