الحدث- مصدر الخبر
تحت عنوان " الشرطة المصرية تطوق القاهرة لمنع احتجاجات تيران وصنافير،" وصفت صحيفة " ميدل إيست آي " البريطانية المشهد الأمني في العاصمة المصرية القاهرة في ظل الاحتجاجات التي دعت إليها عديد من القوى والتيارات السياسية تحت مسمى " الأرض هي العرض" ضد ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتي سيتم بموجها نقل تبعية جزيرتي " تيران وصنافير" إلى الرياض.
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير على موقعها الإليكتروني أن وزارة الداخلية المصرية كثفت من تدابيرها الأمنية حول العاصمة المصرية اليوم الجمعة لمنع ما وصفته بـ " اندساس الجماعة الإرهابية"- في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والتي تقول إنها من دعت إلى تظاهرات اليوم.
وأوضح التقرير أنه وبالرغم من أن السلطات قد اتهمت جماعة الإخوان بتنظيم الاحتجاجات " المغرضة"- والتي من شأنها أن تمثل خرقا لقانون التظاهر- سارعت العديد من التيارات والقوى وشخصيات سياسية إلى الدعوة إلى التظاهر، من بينها حركة السادس من أبريل وأحزاب سياسية أخرى والمرشح الرئاسي السابق اليساري حمدين صباحي.
وأصدرت وزارة الداخلية أمس الخميس بيانات حضت فيه المصريين على " ألا ينساقوا وراء الدعوات المغرضة" محذرة في الوقت ذاته من مغبة أية محاولات للخروج على القانون.
وأضاف البيان أن الوزارة ستتخذ " كافة الإجراءات القانونية الحاسمة" للمحافظة على الأمن العام.
وبالرغم من الإجراءات الأمنية الصارمة، انطلقت مسيرات احتجاجية اليوم من 30 مسجدا في أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة، للتعبير عن الغضب من إعلان الحكومة نقل تبعية " تيران وصنافير" الواقعتين في البحر الأحمر عند مدخل خليج العقبة إلى السعودية.
وذكر ناشطون أن قوات الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بل وأطلقت الذخيرة الحية في الهواء لتفريق المسيرات التي تجمعت وسط القاهرة.
ودافع الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته الأربعاء الماضي مع ممثلى فئات مختلفة من المجتمع المصري عن قرار الحكومة بخصوص الجزيرتين، قائلا إنهما لم يكونا أبدا ملكية قانونية لمصر في المقام الأول وأن " ثمة أسباب أمنية وسياسية" لنقلهما إلى السيادة السعودية.
وقوبلت تصريحات السيسي بانتقادات حادة من جانب الكثيرين الذين وصفوها بـ " غير قانونية،" كما أشعلت أيضا موجة من التهكم والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهرت صور حية أصدرها ناشطون تجمعا لمئات من الناشطين أمام نقابة الصحفيين في مصر وهم يرددون هتافات مناهضة للحكومة.
ونشرت حركة السادس من أبريل اليوم صورة يقولون إنها لمتظاهرين وهم يركضون من الغاز المسيل للدموع أثناء مسيرة انطلقت من حي المهندسين في القاهرة في أعقاب صلاة الجمعة، كانت في طريقها للانضمام إلى مسيرة أكبر في ميدان التحرير.
وتشكلت حركة السادس من أبريل في العام 2008 بهدف الاحتجاج على سياسات الرئيس المخلوع حسني مبارك، لكنها دخلت ضمن الجماعات المحظورة في فترة حكم الرئيس السيسي، ويقبع العديد من أعضائها الآن خلف القضبان.
وكتب الداعون إلى احتجاجات اليوم على " فيسبوك":" حقنا في هذه الأرض سنحصل عليه بالدم، وليس بالوثائق والخرائط،" مرفقين ذلك بصور لجنود مصريين في جزيرة " تيران" والتي يعود تاريخها إلى يونيو من العام 1967.
وأضافوا:" قدمنا أكثر من 100 ألف شهيدا في حروبنا مع إسرائيل لاستعادة الأرض. تيران وصنافير حقنا. حق مصر، وحق أطفالنا وأجدادنا الذي قتلوا هناك.والحق يجب أن يعود، ولو على جثثنا."
كانت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر قد علقت على أزمة "تيران وصنافير" بقولها إن " أحدا لا يمتلك الحق في التنازل عن ممتلكات وموارد الشعب المصري مقابل حفنة من الدولارات."
يذكر أن جزيرة تيران -وهي الكبرى- تقع عند مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد ستة كيلومترات عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحتها ثمانين كيلومترا مربعا، أما جزيرة صنافير فتقع شرق جزيرة تيران، وتبلغ مساحتها نحو 33 كيلومترا مربعا.
وتكتسب الجزيرتان أهمية إستراتيجية لأنهما تتحكمان في حركة الملاحة بخليج العقبة، وهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة كامب ديفد للسلام بين مصر وإسرائيل.