السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| التخصص الجامعي.. صراع بين رغبة الطالب وسوق العمل المحلي

2016-07-20 12:44:52 PM
خاص| التخصص الجامعي.. صراع بين رغبة الطالب وسوق العمل المحلي
التخصصات الجامعية

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

بين الرغبة الذاتية ومتطلبات سوق العمل تدور رحى القرار لدى طلبة الثانوية العامة لاختيار التخصص الجامعي الواجب دراسته، البعض يلجأ إلى أخذ رأي الأهل والأقارب للمساعدة، والبعض الآخر يفرض عليه معدله تخصص دون الآخر، الأمر الذي يُفسر الفجوة الكبيرة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.

 

ويؤكد بعض الطلبة الخريجين الذين التقتهم "الحدث" أنهم نادمين على دراستهم لتخصصات بعضها تربوية وأخرى أدبية أو علمية بحتة لأنها لم توفر لهم فرصة عمل مناسبة، وقالوا:"لو عاد بنا الزمن لاخترنا ما يطلبه السوق"، وأشار محمد (28) عامًا الذي تخرج من قسم الارشاد النفسي في إحدى الجامعات الفلسطينية أنه ظل يبحث عن وظيفة قرابة الخمس سنوات بعد التخرج، وأضاف أنه حين لم يجد اتجه للعمل كسائق تاكسي، داعيًا الطلبة حديثي العهد بالدراسة الجامعية إلى دراسة ما يرغبه السوق والنظر إلى الآفاق العملية في التخصص.

 

فيما لفتت سعاد (29) عامًا أنها اضطرت بعد سنوات من انتظار الوظيفة في تخصصها إلى التخلي عنه والبدء بدراسة جديدة في مجال تصميم الأزياء أملًا في الحصول على فرصة عمل حرة تُمكنها من تحقيق أحلامها التي تأجلت سنوات سابقة في انتظار وظيفة لم تأتِّ –كما قالت-، تؤكد أنها تطمح لإنشاء مشروعها الخاص وفتح آفاق للعمل معها أمام زميلاتها الخريجات.

 

ومن جانبهم أشار خبراء وأكاديمون في أحايث منفصلة لـ "الحدث" إلى ضرورة قيام المؤسسات التعليمية بوزارة التربية والتعليم بتوعية الطلبة وتعريفهم بالفرص التي يُمكن أن تتوفر في سوق العمل على مدار السنوات القادمة من أجل الالتحاق بها وموائمتها مع رغباتهم وميولهم، مؤكدين أهمية إيجاد حالة من التواصل والتنسيق وفقًا لدراسة تخطيطية مُفصلة بما يُخفض من نسبة البطالة لدى الخريجين التي وصلت خلال العام 2015 إلى (51.5%) بين الفئة العمرية (15-29) عامًا كان من بينهم (47.6%) ذكور، و(71.8) إناث، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

 

التنبه للتخصصات الحرة

 

بدوره يؤكد د. عليان الحولي نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الأكاديمية، على ضرورة التنبه إلى التخصصات التي تعتمد على الإدارة الحرة والريادية في العمل كـ التخصصات التطبيقية والفنية والتخصصات التي يُمكن العمل بها عن بعد كالبرمجة والترجمة والمحاسبة والإعلام، قائلًا:"إنها تُحقق فرص عمل ذهبية، وتكون بوقت أسرع من أي تخصص نظري".

 

ويلفت "الحولي" إلى أن توجه الطلبة لدراسة التخصصات الأدبية أو التخصصات العلمية البحتة من شأنها أن ترفع معدلات البطالة خاصة إذا لم يمتلك الطالب المهارات والقدرات التدريبية والسلوكية التي تُمكنه من الإبداع للانطلاق في العمل، وقال:"على الطالب الذي يرغب بدراسة التخصصات المختلفة في العلوم التربوية أن يملك الجرأة للانطلاق بمشروعه الخاص ليكون نواة تشغيلية قادرة على التأثير في المجتمع وفتح آفاق جديدة أمام الخريجين".

 

وفيما يتعلق بالتخصصات التربوية التي يحتاجها السوق المحلي الفلسطيني أكد أن هناك حاجة إلى بعض تخصصات التعليم التربوي المرتبطة بدراسة العلوم كـ "الرياضيات، العلوم كـ (الفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم العامة)، بالإضافة إلى حاجة  في تخصصات اللغتين العربية والإنجليزية، مؤكدًا أن تلك الحاجة فقط لدى الطلاب الذكور وليس الإناث إذا يوجد فائض لديهن في تلك التخصصات، ويُرجع عزوف الشباب لدراسة التخصصات التربوية والأدبية إلى نظرتهم الشخصية بأن الأقسام المهنية أكثر حظًا في الحصول على فرصة عمل أو افتتاح مشروع خاص، بالإضافة إلى العقبات السياسية التي تُعرقل التوظيف في المؤسسة الرسمية نتيجة الانقسام وما أثمره من انفصال في القرار لدى المؤسسة الرسمية في الضفة وغزة.

 

توجه للتخصصات التطبيقية

 

ومن جانبه ينصح د. ماجد الفرا نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الإدارية، طلبة الثانوية العامة إلى الاتجاه لدراسة التخصصات المرتبطة بالعلوم المهنية والتطبيقية والتخصصات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والبرمجة بلغات الحاسوب المختلفة، وكل ما يتعلق بالتصميم والنشر الإلكتروني، وكذلك تخصصات التمريض والإدارة الصحية، والتجارة وملحقاتها خاصة التجارة الإلكترونية وما يتربط بها من فرص عمل في مجال التسويق الإلكتروني والحوسبة والبرمجة مؤكدًا أن جميعها تتمتع بقبول في سوق العمل المحلية أو الدولية ويُمكن العمل بها عن بُعد في السوق العربية والدولية.

 

ضرورة اكتساب المهارة

 

واتفق الخبيران على ضرورة اكتساب الخريج مهارات مختلفة كـ القدرة على الترجمة بمختلف اللغات، والقدرة على البرمجة بلغات البرمجة الحديثة، لافتًا أنها سببًا مهمًا في الحصول على فرصة عمل في القطاع التكنولوجي والعمل عن بُعد.

 

وطالب الخبيران بضرورة أن تقوم إدارات شئون الطلبة، والأندية والمجالس الطلابية في الجامعات بمسئولياتها في تشجيع الطلبة في التخصصات المختلفة على تطوير مهاراتهم والعمل على ربطهم بمؤسسات المجتمع المدني والأهلي عبر الدورات التدريبية في المجالات المختلفة، كما ودعوا الطلبة إلى عدم الاكتفاء بما يفرضه التخصص أو البرنامج الجامعي من المعرفة والسعي إلى تطوير المهارات واكتساب الخبرات التي يحتاجها سوق العمل، وأكدا أن الانخراط في التطوع تُعزز قدرة الطالب والخريج على الحصول على فرصة عمل مناسبة.