الأربعاء  21 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص"الحدث"| الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون بعد ضم الاحتلال لمستوطنة "معاليه أدوميم"

2017-01-03 07:27:28 AM
خاص
مستوطنة معالي ادوميم

 

مخطط استراتيجي لإقامة أكبر مطار في "إسرائيل"

 

الحدث- محمد غفري

 

بعيداً عن قرار مجلس الأمن الأخير الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية، يبدو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في مخططاتها التوسعية، ولم تعر أي انتباه لقرارات الشرعية الدولية، وهو ما بدا بشكل واضح في إعلان وزير التربية والتعليم الاسرائيلي وزعيم البيت اليهودي نفتالي بينيت، أن حكومة نتنياهو ستطرح مشروع قانون جديد لضم مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس المحتلة، إلى السيادة الإسرائيلية.

 

الخبير في قضايا الاستيطان خليل التفكجي، أوضح أن مشروع قانون الضم لا يشمل فقط مستوطنة "معاليه أدوميم"، بل يشمل كتلة المستوطنات المحيطة بـها، التي تصل حتى الأغوار، لأن المخطط الهيكلي لهذه المستوطنة وحدها يبلغ 35 كيلو مترا مربعا، بينما منطقة نفوذها يصل إلى منطقة الأغوار، ويشمل خمس مستوطنات إسرائيلية أكبرها "معاليه أدوميم"، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية "مشور أدوميم" و"نيفيه براد" و"كفار أدوميم" ومستوطنة "علمون"، و"نتسفيه يريحو".

 

المشروع يهدف إلى إقامة القدس الكبرى

 

التفكجي في لقاء خاص مع "الحدث"، قال إن مشروع ضم "معاليه أدوميم"، يقع ضمن رؤية استراتيجية إسرائيلية أكبر من هذا الموضوع، وهو إقامة القدس الكبرى ضمن المفهوم الإسرائيلي، والتي تعادل 10% من مساحة الضفة الغربية.

 

وأكد التفكجي، أن ضم "معاليه أدوميم" سوف يؤدي إلى فصل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها، وتحقيق الرؤية الإسرائيلية بإقامة القدس الكبرى.

 

وأضاف، أنه سيؤدي إلى إقامة مخطط "E1" الاستيطاني وهي المنطقة الوحيدة الباقية للفلسطينيين لإقامة دولتهم، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

أما عن مصير القرى الفلسطينية القريبة من "معاليه أدوميم" على غرار العيزرية وأبو ديس، أفاد التفكجي أنه سيتم عزلها بالجدار الفاصل القائم في تلك المنطقة، وربطها مع مدينة بيت لحم، بعد إغلاق الشارع الرئيسي هناك، مضيفاً "لن يتم ضم بيت واحد، وهم ينظرون إلى المناطق العربية على أنها غير موجودة على الإطلاق". 

 

الجدير بالذكر أن مستوطنة "معاليه أدوميم" أقيمت عام 1975، وتم توسيعها عام 1991، وتشكل مع المستوطنات المحيطة بها منطقة استيطانية تدعى بـ"البؤرة الاستيطانية معاليه أدوميم".

 

وبحسب التفكجي، تبعد "معاليه أدوميم" 10 دقائق عن مدينة القدس، وتعتبر أكبر مستوطنة إسرائيلية خارج حدود بلدية القدس، ويبلغ عدد سكانها 38 ألف نسمة، وتتوسع باستمرار باتجاه منطقة الشرق.

 

ومن أجل إكمال مخطط القدس الكبرى بعد ضم "معاليه أدوميم"، أكد التفكجي أن الاحتلال يطمع بضم المجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" في الجزء الجنوبي، ومستوطنة "جفعات زئيف" في الجزء الشمالي الغربي من مدينة القدس.

 

منطقة التجمع الاستيطاني "معاليه أدوميم" التي يهدد الاحتلال بضمها 

 

المشروع يمهد لإقامة أكبر مطار في "إسرائيل"

 

مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي، أكد أن ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" هو البداية في المشروع الاستيطاني الاستراتيجي "5800" للعام 2050، والذي يقضي بإقامة منطقة صناعية، ومناطق سياحية، وأكبر مطار في إسرائيل، ضمن التجمع الاستيطاني "معاليه أدوميم".

 

وحول تفاصيل هذا المطار، أوضح التفكجي أنه يعتبر أكبر مطار في الدولة العبرية، وسف تتم إقامته بحسب المخطط الاستراتيجي في منطقة مقام النبي موسى، ضمن منطقة نفوذ "معاليه أدوميم".

 

هذا المطار يقضي باستقبال 12.5 مليون سائح، ويبعد عن مدينة القدس بحدود عشرين دقيقة، وسوف يتم وصله بمدينة القدس بالسكك الحديدية، وشبكة من الطرق والأنفاق، كما أشار الخبير في قضايا الاستيطان.

 

واستطرد، أن هذا المطار باعتباره جزء من القدس الكبرى، سوف يكون مطار القدس الدولي.

 

وكان وزير التربية والتعليم الإسرائيلي وزعيم البيت اليهودي نفتالي بينيت قد دون في تغريدة له، على حسابه في موقع "تويتر"، يوم الأحد، قال فيها إن الائتلاف الحكومي سيطرح مشروع قانون يضم "معاليه أدوميم" للسيادة الإسرائيلية خلال الفترة القادمة.

 

وذكر بينيت أنه يتوقع تأييد جميع الوزراء وأعضاء الائتلاف الحكومي لهذا المشروع.

 

وفي 25 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، دعا بينت إلى فرض "السيادة الإسرائيلية" على المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية، ردا على قرار مجلس الأمن الدولي المطالب بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بشكل كامل وفوري.

 

وكذلك قام بينيت بتصوير فيديو قصير يوم الجمعة الماضي من جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، كرد على قرار مجلس الأمن وتحديًا لقرارات الأمم المتحدة، قال فيه إن الجولان السوري المحتل سيبقى تحت “السيادة الإسرائيلية” إلى الأبد.

 

وقال بينيت، الذي يعتبر أحد كبار عرابي الاستيطان والمستوطنين، إن "الأمم المتحدة تعتبر الجولان مناطق محتلة، لكننا نعتبرها منطقة نفوذ إسرائيلية وستبقى كذلك إلى الأبد".