الحدث- علاء صبيحات
الزاوية الغربية لمدينة جنين وعلى كيلومتر مربع واحد، تتزاحم القصص في منازل الوطن الصغير ذاك، تشبّعت جدران منازله بدماء أبطال من عصر ليس ببعيد، واكتست شوارعه بغبار المنازل التي هدمت وقت اجتياحه ثم عُمِّر مرة أخرى لتُصبغَ بصور الشهداء، إنه مخيم جنين.
قال إن:
يروي أن أحد سكان المخيم ما حدث ليلة أمس بأن قوات السلطة الفلسطينية اقتحمت منازل ليلة أمس، منذ ما بعد أذان العشاء نجم عنها مواجهات استمرت المواجهة حتى ساعات الفجر الأولى.
يؤكد الشاهد أنه لم يتم اعتقال أي شخص من المخيم، مرجحا أن يكون سبب الحملة مساء أمس بناءا على إطلاق نار في مناسبة حصلت ليلة أمس.
مضيفا أن الوضع الداخلي في مخيم جنين "على كفِّ عفريت"، خاصة أن محامي الشبان الذين تم اعتقالهم من مخيم جنين فيما سبق قد أفاد أن الشبان قد تعرّضو لتعذيب أثناء التحقيق وكسور في الأيدي والكتف.
فيما يؤكد الشاهد أن الاحتقان داخل المخيم وصل لذروته، خاصّة أن المخيم عموما يرى في الإجراءات المتبعة في مخيم جنين مشابهة لتطورات مخيم بلاطة في نابلس.
فيما يقول (أ/ن) إن وجهاء الحل يتنصلون من الواجهة لأن السلطة الفلسطينية لا تحترم ما يتم الاتفاق عليه.
الحكومة
وهنا يؤكد اللواء عدنان الضميري أن التعذيب غير مصرح به مطلقا، فهي جريمة تُخضع الجاني للعقوبة، وأنه إن ثبت ذلك مع أي شخص "سأكون محاميه بنفسي".
فيما يقول محافظ محافظة جنين ابراهيم رمضان: إن ما حدث ليلية أمس هو إجراء روتيني لمحاولة اعتقال أشخاص مطلوبين بتهم متعددة.
ويضيف رمضان أنه حصلت مواجهات من قِبَل بعض الشبان تضمنت بعض رشقات للرصاص وإلقاء عبوات متفجرة على أطراف المخيم.
الرواية الأخرى
يقول (ج/ أ) أحد سكان المخيم إن اتفاقا تم قبل شهرين بين رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين محمد الصباغ ومحافظ محافظة جنين ابراهيم رمضان.
نتج عنه اتفاق بخصوص أن يسلم الشبّان المطلوبون أنفسهم للسلطات وأن يتم الإفراج عنهم فيما بعد بمدة غير طولية، وأن يتم الإفراج عن الشبان المعتقلين في سجن أريحا بعد الجلسة بأيام.
يقول الشاهد إن الاعتقال استمر أكثر من شهرين دون أن يتم الحديث عن الإفراج عنهم، ولم يتم الإفراج عن المساجين الآخرين من سجن أريحا.
بل وتنصل كما يقول الشاهد الجميع من الاتفاق، والمعتقلين لم يتم توجيه أي تهم لهم حتى اللحظة، فتراكمت الأحداث حتى رجعت للدائرة الأولى.
وفي خلفية التهم التي طلب عليها هؤلاء الاشخاص يقول الشاهد إنها تتعلق بقضايا سلاح، وليست كما هي التهم التي أشعلت الأحداث في مخيم بلاطة.
مضيفا أن المتهم الوحيد بالقتل هو بهاء أبو السباع وتم عقد صلح عشائري بينه وبين غرمائه، وهو لا زال مطلوبا خارج السجن.
الحملة الحالية في مخيم جنين التي تفرض الآن غير مصرّح عنها أية أقوال من قبل السلطة كما يوضح الشاهد، قائلا: "أخشى ما أخشاه أن تتطور الأحداث لمرحلة المواجهة المباشرة بالرصاص بين الطرفين".
محافظ جنين
يقول ابراهيم رمضان محافظ محافظة جنين لـ "الحدث" إن ما سبّب رد الفعل هو أن أفراد الأمن اعتقلوا خمسة أشخاص دفعة واحدة من مخيم جنين.
وبخصوص الاتفاق الذي تم مع رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين محمد الصباغ، فإن المطلوبين لم يسلموا أنفسهم بل كانوا يتعاملون بعنجهية.
يضيف رمضان أنه و بناء على العنجهية التي صدرت من خلالهم في داخل مبنى المحافظة، تم تركهم ولم يتم اعتقالهم داخل المبنى.
بل تم ذلك بعد نقض الاتفاق من خلال المطلوبين للعدالة بأيام، وأودعوا بالسجن كل حسب التهمة الموجهة إليه وهم الآن في مواجهة القضاء.
ولتأكيد ذلك تواصلت "الحدث" مع رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين محمد الصباغ لكن ظروفا خاصّة لا علاقة لها بالقضية منعته من الحديث.
وعلَّق رمضان على ما قاله الشهود بأن الوضع يتأزم داخل المخيم، قائلا: إن الوضع بعد اعتقال الخارجين عن القانون في طريقه للحل.
فمن الطبيعي أن يكون هناك احتقان من بعض الأشخاص المستفيدين من أي محالولة لبث الفوضى، كما قال رمضان.
العمل الأمني كما يقول رمضان قد يشمل الموت أثناء المهمة، وهو امر لا نستبعده في أي مهمة تقوم بها قوات الأمن و أضاف أن من يرفع البندقية في وجهة الجندي الفلسطيني "سنطلق عليه النار".
يؤكد رمضان أنه حاول جاهدا أكثر من مرة خلال ثلاث سنوات أن يحل تلك القضايا، وتم اعتقالهم والإفراج عنهم أكثر من مرة ولم يكن هناك نتائج.
الرتب السامية ماذا قالت؟
يقول اللواء عدنان الضميري إن أيا متّهم يحوّل إلى القضاء بعد التحقيق معه، وبعدها إما أن يفرج القضاء عنه أو يحاكمه.
وأكد ألضميري على أنه لن يتم التعامل وفق مبدأ الصفقات قبل الاعتقال، بل يجب أن نتعامل بحزم وبيد من حديد.
مضيفا أن السلطة لن تنحني لبضعة خارجين عن القانون، وإذا ما حدث ذلك علينا أن "نلملم أغراضنا ونرحل" كما قال.
وإن أحداث مخيم بلاطة قد انتهت ولن تتجدد، أولائك كانوا خارجين عن القانون، ولن نتورّع عن تطبيق القانون في أي بقعة يحدث فيها اضطرابات.
ثم أضاف الضميري أن سكان المخيم ذاتهم قد "قرفوا" الوضع عموما وتقدموا بشكاوى للتخلص من هذه الفئة الضالة.
فالمخيم في جنين كما يضيف الضميري مخيم شريف ومعطّر بالدم الطاهر وتلك الفئة تسعى لتشويه صور شرفاءه.