الحدث_ علاء صبيحات
صخور بناها الجان في عهد نبي الله سليمان، هذه إحدى القصص التي تُقال عن الجدران الخارجية للحرم الإبراهيمي، ذاك الحرم الذي لم يزره كثيرون من الفلسطينيين ولا يعلم من زاره كثيرا من أسراره، وبالطبع فهو يمتد لحقبة زمنية عمرها 4000 عام.
يقول إمام وخطيب الحرم الإبراهيمي حفظي أبو سنينة، إن أسفل الحرم الإبراهيمي المعروف حالياً هناك مغارة تسمى مغارة "الماكفيلا" وتعني المغارة الطهور المباركة وفيها قبر النبي إبراهيم وزوجته سارة، وقبر النبي إسحاق وزوجته رفقة وقبر النبي يعقوب وزوجته لائقة.
وأضاف أبو سنينة في حوار خاص مع "الحدث"، أن النبي إبراهيم عليه السلام اشترى هذه المغارة قبل 4000 عام من عفرون بن سوحر الحثّيّ بـ400 درهم ودفن زوجته سارة فيها وأوصى أن يدفن فيها فيما بعد.
وأوضح خطيب الحرم، أنه قد نقلت رفات النبي ابن النبي ابن النبي ابن النبي يوسف بن يقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام من مصر إلى المغارة.
أبو سنينة قال إن هذه المغارة أو كما تسمى بالغار الشريف لها بوابتان الأولى فوق القبة الموجودة الآن وقبة أخرى بجوار المنبر وهي البوابة الرئيسية بها 15 درجة تنتهي بسرداب ثم قبور الأنبياء.
وأكد، أن ما يظهر في الإسحاقية هو مقامات وليست قبور فالقبور في الأسفل داخل المغارة التي هي مغلقة منذ العام 1981 ولم يدخلها مسلم أو يهودي منذ ذلك الوقت.
وقال خطيب الحرم إن المسجد الإبراهيمي بني قبل أكثر من 2000 عام، فقد بنيت الجدران الخارجية على أنقاض المغارة خوفا من سرقة رفاة الأنبياء في بادئ الأمر.
وأكد أبو سنينة أن هناك قصتان لبناء الجدران الخارجية للحرم الإبراهيمي الأولى أنها بنيت في عهد النبي سليمان عليه السلام بواسطة الجن، والقصة الثانية وهي الأصح بنظر أبو سنينة أنها بنيت في عهد الملك الروماني هيريدوس.
إذ كما تقول القصة فإن هيردوس بنى 16 صفا من الأحجار وتوفي قبل أن يتممها، ثم كان للملكة هيلانا البيزنطية اليونيانية أن ترفعه 3 صفوف أخرى وحاولت سقفه ولم تنجح.
لكنها تركت أثرا لها في داخله، إذ بنت هيلاني عينا للماء وتركت لوحة مكتوب فيها أن ادعوا لكل من ساهم في بناء هذا الصرح كما قال أبو سنينة.
وأوضح أبو سنينة أنه وبعد الفتوحات الإسلامية تم سقف الحرم الإبرهيمي وتم تحويله إلى مسجد ثم مصلى رئيسي للمسلمين بعد أن تُرك لعقود مهجورا.
أما المماليك فكان لهم الأثر الكبير في الحرم الإبراهيمي فقد قامو بتلبيس الإسحاقية (الغرفة التي فيها مقام النبي إسحق) بالشايش الأبيض والأحمر والأسود، كما قال إمام الحرم أبو سنينة.
وأضاف أبو سنينة أن محمد الجاولي المملوكي قد حفر في الصخر ما يسمى اليوم بالجاولية والتي تقع على مدخل الحرم الشمالي الغربي ومساحتها 662 مترا مربعا وأضافها للحرم الإبراهيمي.
وأوضح مدير الحرم أنه بعد أن جاء العثمانيين كتبو على جدران الحرم الداخلية سورة ياسين بخط الخطاط إبراهيم السلفيتي كما تقول الكتابات داخل الحرم.
ثم وفي تاريخ 25 شباط 1994 وقعت مجزرة الحرم كما قال أبو سنينة لـ"الحدث"، ليقسم الحرم وفقا لقرار لجنة شمغار، التي أعطت أكثر من 60% من مساحة الحرم لصالح اليهود.