الحدث- عامر بعلوشة
لا زال قطاع غزة يترقب بين الفينة والأخرى التطورات الجارية في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وسط حالة من الفرح الحذر، من أن يشوب هذه الأجواء أي عنصر مفاجأة، يعكر صفو الوفاق الفلسطيني.
حكومة التوافق الفلسطينية بدأت اليوم تسلّم مهامها الوظيفية في قطاع غزة، وعدد كبير من الوزراء عقدوا اجتماعات مع وكلائهم والمدراء العامون لديهم، وهذا مثل وزارات الزراعة والعدل والإقتصاد وغيرها، وقد أعرب الجميع عن تفائله واستعداده لتقديم أفضل الخدمات في مجالاتهم الوظيفية، مؤكدين على ضرورة أن يُنجر ملف تمكين حكومة التوافق بأسرع وقت ممكن، ولكن ما لم يكن منتظراً، أن تعلن الحكومة تأجيل قرار رفع الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة، الأمر الذي استدعى معظم فصائل العمل الوطني أن تستنكر هذا التأجيل، وسط أجواء المصالحة والفرح التي يعيشها الشارع الفلسطيني.
كما عبّر العديد من النشطاء على أنهم كانوا يتأملون اليوم أن يتم الإعلان عن رفع الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة، ولكن الرئاسة الفلسطينية ارتأت أن لا رفع إجراءات قبل التمكين الكامل لحكومة الوفاق داخل القطاع.
حركة حماس من جانبها أكدت على دوام استعدادها لتمكين حكومة التوافق والذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة من أجل طيّ صفحة الإنقسام الفلسطيني، وهذا جاء خلال بيان للحركة وعلى لسان رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية خلال لقاء صحفي له اليوم في غزة.
وأوضح هنية أن حركته هي حركة تحرر وطني تعمل داخل الأراضي الفلسطيني، وطالما هناك إحتلال سيظل سلاح المقاومة مشروعاً.
ومن جانبه أكد على أن حركته لا تسمح بأي تدخل في الشؤون الداخلية من أي دولة، وهو بذلك يتفق مع الرئيس الفلسطيني الذي أوضح أمس أنه لا يقبل مطلقاً أن يتدخل أي أحد في الشؤون الداخلية إلا دولة مصر، لما لها من دور مهم وبارز في القضية الفلسطينية.
وشدد هنية على أن الإنقسام أصبح جزءاً من الماضي لدى حركته، وأن الأهم الآن هو تمكين حكومة التوافق في غزة.
مؤكداً على أن الحركة ليس لها أي إمتداد تنظيمي خارج الحدود، وأن علاقاتها مع أي دولة تأتي في إطار التحشيد لخدمة القضية الفلسطينية.
من زاوية أخرى نشر التيار التابع للقيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان بياناً وصل الحدث نسخة منه، يوضح فيه تثمين الجهود المبذولة من أجل إنهاء ملف الإنقسام الفلسطيني.
وأوضح البيان أن التيار كان ينتظر اليوم أن تعلن الحكومة رفع الإجراءات العقابية في جلستها اليوم، وطالب ضرورة أن يتم النظر لمعاناة الناس وعدم ربط الإجراءات بأي حوارات مستقبلية بين حركتي حماس وفتح.
وشدد البيان على الجهود المصرية المبذولة في سبيل إنهاء الإنقسام، مشيداً بالدور الحمساوي في التعاطي مع كل التفاهمات الجارية وتقديم التسهيلات لتمكين حكومة التوافق الفلسطيني.
رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله لا زال يجري اجتماعات متلاحقة، وهناك حالة متسارعة من التطورات تجري على كافة الأصعدة المنوط بالحكومة توليها وتحمّل مسؤولياتها، وما هو مرتقب لدى عموم الناس في غزة، هو البدء الفعلي بملامسة التغييرات الحقيقية على الأرض، وذلك يتمثل تقريباً في ثلاثة ملفات مطلبية مهمّة.
أولاً الكهربا: حيث برفع الإجراءات عن قطاع غزة سيتم عودة 50 ميقا وات من الطاقة للقطاع، وهو ما سيشهد انتعاشاً في هذا الملف.
ثانيا: المعابر.
حيث بتولي السلطة الوطنية الفلسطينية زمام المعابر في قطاع غزة سيتم إنهاء حالة إغلاق معبر رفح الحدودي، وقد تم وصول السيد نظمي مهنا مدير المعابر في السلطة الوطنية إلى قطاع غزة لإستلام المهمة
وثالثا: البطالة والخريجين.
وهو الملف الذي يعتبر الأهم، والذي أكد عليه الدكتور رامي الحمد الله خلال كلمته وإجتماعاته المتواصلة، إضافة إلى ملفات مثل الأمن والموظفين وغيرهم، وهو ما سيتم تحديده جميعاً خلال الأيام القليلة القادمة.