الحدث- ريم أبو لبن
خرجت ظاهرة "المهرجين" داخل الأراضي المحتلة عام 1948 عن السيطرة، فمن لعبة يحاول بها المراهقون تقليد أحد الأفلام الأمريكية، إلى ظاهرة اجرامية منظمة تبث الرعب والخوف لدى فلسطينيي الداخل.
أحد الأساتذة العرب في الداخل المحتل قال: "اليوم سنتحدث عن المقنعين فهو حديث الشارع.. إحذروا أيها الطلاب".
وعلى خليفة انتشار ظاهرة "المقنعين" أو ما يلقبونهم بـ"المهرجين" في الأراضي المحتلة عام 1948، ارتأت وزارة التعليم في حكومة الاحتلال إرسال تعميم لجميع المدارس، للحديث مع الطلبة عن خطورة ظاهرة (المقنعين)، والتي تحولت من ممازحة إلى ارتكاب جرائم وسرقات"، بحسب ما أكدته لـ"الحدث" عضو الكنيست العربي عن القائمة المشتركة عايدة سليمان توما.
سليمان قالت : "ظاهرة (المقنعين) انتشرت بشكل واسع في الفترة الأخيرة حيث قامت مجموعات صغيرة من الشبان بارتداء الأقنعة وارتكاب الجرائم والسرقات، حيث حدث قبل يومين عملية طعن من قبل هؤلاء".
واستكملت حديثها: "هؤلاء الشبان يردتون الأقنعة كالمهرجين، وهم بذلك يقلدون فلماً أمريكياً، وفي بداية الأمر كانوا يتصرفون من باب اللهو واللعب، ولكن الأمر تحول إلى ارتكاب الجرائم، ولديها أهداف مختلفة".
"المهرجين" ليسوا فلسطينيين
"من قام بهذه الأفعال هم شباب يهود وليسوا فلسطيني الداخل المحتل". هذا ما أكدته لـ"الحدث" روتي نصار عضو بلدية الناصرة.
غير أن المصادر الإسرائيلية قد وصفت هؤلاء الشبان بـ "المهرجين الأرهابيين".
قالت نصار: "لم استمع عن وقوع حادثة بفعل المقنعين أو المهرجين في الناصرة، وفي حيفا وقعت حادثة قبل يومين، وهم بطبيعة الحال يستهدفون الأطفال وكبار السن ويثيرون الرعب فيهم بتصرفاتهم الغريبة في فترة المساء فهؤلاء لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم".
واستكملت حديثها: "هي ظاهرة غريبة وخطيرة جداَ، بدأت بنكتة ومن ثم أصبحت تكلل بالجرائم، فهي كـ العدوى انتقلت من فرد لآخر، وأرعبت الأهالي والأطفال، لذا فقد عمدت الشرطة الإسرائيلية ومن خلال وسائل الاعلام المختلفة وعبر الدعايات المتلفزة عن نشر تعميم بخصوص هؤلاء الشبان، في حين ألقت القبض على بعض منهم، كما شددت على نشر قواتها أثناء فترة المساء".
قالت احدى سكان مدينة حيفا لـ"الحدث": "أصبح طفلي يشعر بالرعب، ولم أعد أخرج معه في فترة المساء ..هي ظاهرة مرعبة وفي تطور".
وبحسب ما نشر عبر وسائل الاعلام العبرية فإن شرطة الاحتلال الإسرائيلية وخلال الأيام الماضية قامت بإلقاء القبض على نحو 12 شاباَ من (المقنعين)، من بينهم أثنان يبلغان من العمر 14 عاماُ، في حين تم اعتقال عشرات الفتيان من كافة أنحاء الأراضي المحتلة عام 1948 وتم التحقيق معهم، إذ وضعوا أقنعة على وجوههم من أجل زرع الخوف والذعر بين قلوب سكان المنطقة.
في حين أكدت شرطة الاحتلال في بيان صادر عنها، اطلعت عليه "الحدث" بأن الأفعال التي قام بها الشبان كانت بهدف إخافة الناس وليس إلحاق الضرر بهم، فهم مجرد أشخاص قد ارتدوا ملابس (المهرجين)، وساروا في الشوارع يحملون السكاكين المزيفة".
وقد حذرت شرطة الاحتلال من أن تؤدي هذه المقالب إلى آثار خطيرة، لاسيما وأن هناك مخاف من اعتبار هذه المقالب كتهديد حقيقي، حيث ستؤدي إلى الاضرار بالفاعلين من الفتيان".
وبحسب ما ذكرت عضو بلدية الناصرة روتي نصار لـ"الحدث" فإن الشرطة الإسرائيلية قد حذرت المواطنين من خطورة الظاهرة عبر منشور نشرته على صفحتها الخاصة على "فيس بوك" وكتبت : "في هذه المواقف، ابتعدوا عن الموقع، وتقدموا ببلاغ الى الشرطة في اقرب وقت ممكن".
وأكدت المصادر العبرية بقيام الشرطة الإسرائيلية وقبل ثلاثة أيام باعتقال 4 شبان من (المقنعين) اليهود وكانت تتراوح اعمارهم ما بين (18-19)عاماً.
وتم إلقاء القبض عليهم بعد محاولتهم إخافة المستوطنين في مستوطنة "موديعين" الواقعة على أراضي الضفة الغربية غرب مدينة رام الله وعلى الطريق الواصل ما بين القدس وتل أبيب، حيث كانوا يمسكون السكاكين.
أما في منطقة بئر السبع، فقد قام أحد الشباب الصغار بتنفيذ مقلب بأحدهم وقام بطعن فتى يبلغ من العمر 15 عاماً، وعلى اثرها أصيب بجروح متوسطة. وبعد التحقيق بالحادثة تبين بأن الفاعل كان يرتدي "قناع المهرجين" .
يصفونها السكان بـ "الظاهرة" لكونها أصبحت منتشرة بشكل كبير في مختلف مناطق الداخل المحتل، وقد تواجه الشرطة الإسرائيلية صعوبة في السيطرة عليهم لانتشارهم بشكل سريع.
قد يكون شهر سبتمبر/ أيلول الماضي والذي كشف عن جرعات رعب قوية من خلال عرض أفلام الرعب العالمية هو من ساعد في تعزيز ظاهرة "المهرجين" في الاراضي المحتلة، لاسيما وأن فيلم الرعب أت (IT) قد اكتسح إيرادات السينما الأمريكية، وولج إلى عقول المشاهدين ومنهم المراهقين وقد عزموا على تقليد شخصية "بيني ويز" التي جسدها "بيل سكارسجارد" في فيلم (IT).