الأحد 22 حزيران 2025
الحدث - الدولي
برّر الرئيس الاميركي دونالد ترامب فشل قمة ثانية جمعته في هانوي بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بمطالبة الأخير برفع العقوبات الأميركية المفروضة عل بلاده.
وبدت علامات خيبةٍ على ترامب، بعدما كانت التوقعات والآمال من القمة عالية جداً، وقال إن لا خطة لعقد قمة ثالثة، علماً ان كيم تحدث عن احتمال فتح مكتب تمثيلي دائم لبيونغيانغ في واشنطن.
وغادر الرئيس الأميركي والزعيم الكوري مقرّ المحادثات في فندق "متروبول"، من دون حضور غداء كان مقرراً، وعاد كلّ منهما إلى فندقه. ثم عاد ترامب إلى الولايات المتحدة، فيما بدأ كيم زيارة رسمية لفيتنام، على أن يغادرها السبت.
وكان البيت الابيض أعلن تنظيم "توقيع مشترك" اليوم الخميس، لكن الزعيمين غادرا من دون توقيع شيء. ووَرَدَ في بيان اصدره البيت الابيض الخميس أن كيم وترامب "عقدا اجتماعات بنّاءة جداً، وناقشا مختلف الطرق للمضيّ في ملفات تتعلّق بنزع الأسلحة النووية والاقتصاد. ولكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق الآن، إلا أن فريقيهما يتطلّعان إلى الاجتماع في المستقبل".
واستهدفت القمة توضيح تعهدات قطعها الجانبان خلال قمة أولى تاريخية عُقدت في سنغافورة في حزيران (يونيو) الماضي، بـ "نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية"، بعدما اختلف الطرفان حول تفسيرها.
وقال ترامب: "يجب أحياناً المغادرة، وهذا كان واحداً من تلك الأوقات. كان انسحاباً ودياً". وأضاف خلال مؤتمر صحافي قبل مغادرته هانوي، في اشارة الى الكوريين الشماليين: "يريدون رفعاً كاملاً للعقوبات، وهذا ما لا يمكننا فعله. كنت أرغب في المضيّ أبعد من ذلك". واستدرك أن كيم "قال إنه لن ينفذ تجارب على صواريخ أو أي شيء متعلّق بـ (سلاح) نووي".
وكان ترامب قال في بداية اليوم الثاني من المحادثات الخميس، إنه ناقش مع كيم تفكيك المنشأة النووية الرئيسة لكوريا الشمالية في يونغبيون، وهذا ما يميل كيم لتنفيذه لكنه يريد تخفيف العقوبات. واضاف ان الولايات المتحدة سيمكنها تفتيش منشآت في الدولة الستالينية، لكنه كرّر انه "لسس مستعجلاً" لإبرام اتفاق، قائلاً: "السرعة ليست مهمة إلى هذه الدرجة بالنسبة إليّ". وشدد على أنه يريد التوصّل إلى "اتفاق جيد".
وجلس كيم وترامب متقابلين على طاولة اجتماعات، وبدا كلاهما واثقاً بإحراز تقدّم، اذ قال الزعيم الكوري الشمالي رداً على سؤال عن استعداده للتخلّي عن السلاح النووي: "لو لم أكن راغباً في ذلك لما كنت هنا الآن". وعلّق الرئيس الأميركي، قائلاً لصحافيين: "ربما تكون تلك أفضل إجابة تسمعونها".
أما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في إشارة الى كيم: "طلبنا منه المزيد، لكنه لم يكن مستعداً لفعل ذلك".
وأسِف ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية لأ ترامب وكيم "لم يتوصلا إلى اتفاق كامل"، مستدركاً أنهما "أحرزا تقدّماً مهماً أكثر من أي وقت".
وأعلن رئيس وزراء اليابان شينزو آبي في اتصال هاتفي مع ترامب، دعمه قراره "عدم الإقدام على الخيار السهل"، وزاد: "أنا مصمّم على ضرورة رؤية الزعيم كيم لاحقاً".
وقلّلت بكين من أهمية فشل القمة، اذ أعرب ناطق باسم الخارجية الصينية عن أمله بأن "يدرك الجميع أن مشكلة السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية متواصلة منذ سنوات، وبالتأكيد فإن حلّها لا يمكن أن يُنجز بين ليلة وضحاها". وتابع: "أتمنّى أن يتمكن الطرفان من الحفاظ على الحوار" بينهما.
والتقى نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي ري كيل سونغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بكين اليوم الخميس. وتحدث وانغ عن مناقشة "كيفية اتخاذ الذكرى السبعين لإقامة علاقات ديبلوماسية" بين بكين وبيونغيانغ، بوصفها "فرصة للنهوض بتنمية سليمة وسلسة لعلاقاتنا".
