قبل أن تدبَّ الآلةُ الصهيونيةُ على الأرض الفلسطينية، وقبل أن تتحرَّكَ الجيوشُ العربيةُ بقضِّها وقضيضِها لالتهامِ تلك الدابَّةِ التي التهمت الأخضر واليابس، كانت الفلاحاتُ الفلسطينياتُ يغنّين للمواسم، وكان الفلاحون بسراويلهم الواسعة، يوسِّعون على كلِّ شيءٍ، ويتوسَّعون في أحلامهم، ويكتبون الأرضَ شعرًا كلاسيكيًّا دون أن يسيلوا ماء أقلامهم، فالكتابةُ عادةٌ سيئةٌ، والمشافهة ملائمة لتوثيق التاريخ تواترًا، فالشيخُ فلانٌ قال، والحاج فلانٌ لم يقُل، وضاعت الأرضُ قبل أن تكتبَ النائحةُ سيرتها، وهي تنوحُ وت