الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خمسة أسلحة عسكرية إيرانية يجب أن تخشاها الولايات المتحدة

2020-01-06 06:23:26 PM
خمسة أسلحة عسكرية إيرانية يجب أن تخشاها الولايات المتحدة

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

عرض الكاتب زاكاري كيك، الزميل في مركز تعليم سياسات منع الانتشار النووي، قائمة بأهم خمسة أسلحة إيرانية يجب أن تخشاها الولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقاً لمقال نشره كيك في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية عام 2015، فإن أمريكا هي القوة العسكرية المهيمنة على هذا الكوكب، ولكن لديها بعض نقاط الضعف التي يمكن لإيران استغلالها.

يضيف كيك أنه بإستثناء كوريا الشمالية، لم تسعَ أي دولة بعد الحرب الباردة إلى تحدي الولايات المتحدة بقدر إيران، من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى إلى أمريكا اللاتينية، لم تفوت طهران أبدًا فرصة لاستعداء الولايات المتحدة والحد من نفوذها.

يرى كيك بأن هذه استراتيجية محفوفة بالمخاطر بطبيعتها. ولم يقتصر الأمر على محاصرة الولايات المتحدة لإيران بقواعد عسكرية من جميع الجهات، ولكن الانفاق العسكري الأمريكي في السنوات الاخيرة كان ضعف حجم الناتج المحلي الإجمالي لإيران بالكامل. وفي أي صراع عسكري تقليدي، لن يكون لدى إيران أي فرصة للوقوف أمام القوات المسلحة الأمريكية.

يضيف الكاتب من أجل تعويض هذا الضعف، تتبع إيران عقيدة عسكرية قائمة على الردع؛ ترتكز على ثلاثة أنواع من القدرات: ترسانة واسعة من الصواريخ الباليستية، حرب بحرية غير متكافئة (لا سيما التهديد بإغلاق مضيق هرمز)، وعلاقاتها مع الفواعل غير الدول من الجماعات المسلحة. على الرغم من أن العديد من المعدات العسكرية تدخل ضمن هذه العقيدة، إلا أن هناك خمس قدرات عسكرية مهمة للغاية وهي:

1. صاروخ سجيل:

إن أكثر الأدوات حدة في العقيدة العسكرية الإيرانية هي مخزونها الكبير من الصواريخ الباليستية. ومن هذه الصواريخ، عائلة صواريخ شهاب الباليستية، والتي تستند في تصميمها على الصواريخ الكورية الشمالية، وهي الأكثر شهرة.

ومع ذلك يعتبر صاروخ "سجيل1" و صاروخ "سجيل-2" هو الأكثر رعباً، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى، يعمل بمرحلتين، اخترته إيران لأول مرة عام 2008. وخلافاً لصاروخ شهاب، فإن صاروخ "سجيل-1" يعمل بالوقود الصلب، مما يقلل كثيراً من وقت إطلاقه، ويعزز من قدرته على الحركة.

وفي شهادة أدلى بها أمام الكونغرس في نوفمبر 2019، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس: "إن صاروخ سجيل يتراوح مداه من 200-2500كم"، وهذا يتفق مع المدى الذي أعلن عنه وزير الدفاع الإيراني.

ينوه الكاتب بأن مثل هذا المدى يمكن لصاروخ "سجيل-1" نقل حمولة من المتفجرات بحجم 750كغم إلى "إسرائيل" وحتى أجزاء من جنوب شرق أوروبا، ويمكن لهذا الصاروخ أن يحمل رؤوس نووية إلى هذا المدى.

يتابع الكاتب بأن هذا الصاروخ تم اختباره عام 2009، ومن المحتمل أن يكون قيد التطوير. ووفقاً لموقع "Global Security" يصل مدى صاروخ "سجيل-2" إلى 2510كم، كما يمكنه حمل رأس حربي بوزن 1000كغم إلى 2000كم. مشيراً إلى أن أكبر تقدم أحرزه صاروخ "سجيل-2" هو دقته العالية، وهو ما تفتقر إليه الصواريخ الباليستية التقليدية في إيران. وقد أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الإيرانية أنه بالمقارنة مع صاروخ "سجيل-1"، فإن صاروخ "سجيل-2" مزود بنظام ملاحة جديد، بالإضافة إلى أجهزة استشعار دقيقة ومتطورة.

2. غواصات من طراز "غدير":

يعتقد الكاتب بأن أكبر تهديدات إيران الرادعة، هي قدرتها على تهديد شحنان النفط في مضيق هرمز، التي تعبر من خلاله 20% من إمدادات النفط العالمية. ووفقاً لبعض التقديرات، أنفقت الولايات المتحدة حوالي 8 ترليون دولار لحماية مضيق هرمز منذ عام 1976.

يرى كيك بأن الغواصات ستكون ذات قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة لإيران إذا حاولت إغلاق مضيق هرمز. وقد أوضح مركز دراسة الحرب: "في مياه الخليج الفارسي الضحلة والمحصورة، يعتبر نشر الغواصات تهديد فعال للسفن السطحية التي يتم توجيهها إلى خطوط الاتصال البحرية الضيقة". تبحر السفن العسكرية والتجارية في طريق معتادة أو يمكن التنبؤ بها، مما يجعلها فريسة سهلة للغواصات.

تمتلك إيران نماذج مختلفة من الغواصات، لكن أسطولها من الغواصات متوسطة الحجم من طراز "Qadir / Khadir" ستكون مميتة بشكل خاص في أي صراع. وهناك نوع آخر من الغواصات لدى إيران من طراز "Yugo" و "Sango" الكورية الشمالية، فهي أصغر حجم وأقل ضوضاء من غواصة غدير، مما يجعل من الصعب اكتشافها وتعقبها. لديها انابيب لاطلاق الطوربيدات بقطر 533ملم، وهي قادرة أيضا على زرع الألغام، ووفقاً لوسائل اعلام إيرانية، يمكن استخدام الغواصات لادخال القوات الخاصة إلى أراضي العدو.

يضيف الكاتب بأن هذه الغوصات ليست ذات جودة عالية جداً، ولكن كما هو الحال في كثير من الأحيان مع القدرات البحرية الإيرانية، فإن القيمة العددية ذات أهمية بالغة. كما تمتلك إيران ما لا يقل عن عشرين غواصة من طراز غدير، مقارنة بأعداد أقل من أنواع أخرى من الغواصات الإيرانية، وهذه الأرقام ضرورية لكيفية استخدام إيران لغواصة غدير في أي صراع.

وينقل كيك عن خبير في الشؤون الإيرانية العسكرية كريس هارمر: " الغواصة الأكثر هدوءاً في العالم هي التي تمكث في قاع البحر الرملي. وهكذا سيستخدم الجيش الإيراني غواصة "غدير"، ستنزل إلى قاع الخليج الفارسي الضحل، وتمكث في قاعه الرملي وتنتظر وصول الهدف".

3. صاروخ "خليج فارس" المضاد للسفن:

يعتبر صاروخ "خليج فارس" المضاد للسفن مكوناً مهماً لقدرات إيران البحرية المتطورة. كما ويطلق على هذا الصاروخ؛ "قاتل حاملات الطائرات" الإيراني، وهو صاروخ باليستي مضاد للسفن يعمل بالوقود الصلب، وهو أسرع من الصوت، يبلغ مداه 300كم عند حمل رأس قتالي بحجم 650كغم.

يضيف الكاتب بأن صاروخ "خليج فارس" يستند على تصميم صاروخ "فاتح-110"، وهو صاروخ أرض أرض يعمل بالوقود الصلب، اختبرته طهران لأول مرة عام 2002، كما أن صاروخ "فاتح-100" مستنسخ من الصاروخ الصيني "DF-11A".

 ووصفت وسائل الاعلام الإيرانية صاروخ "خليج فارس" بأنه الصاروخ الأكثر تقدماً والأكثر أهميةبالنسبة لبحرية الحرس الثوري الإيراني. ومن أهم ما يميز الصاروخ سرعته التي تتجاوز سرعة الصوت، ومساره. في حين أن الصواريخ البحرية الأخرى لا تتجاوز سرعة الصوت. ويتابع كيك بأن صاروخ "خليج فارس" ينطلق بشكل عمودي، ويخترق سرعة الصوت، ويجد الهدف خلال برنامج ذكي، ثم يضرب الهدف.

وفقاً للكاتب فإن صاروخ "خليج فارس" تم اختباره لأول مرة عام 2011، ويتم اختباره بانتظام منذ ذلك الحين. وتزعم إيران أن الاختبار الثاني للصاروخ جرى في يوليو 2012، وأصاب سفينة متحركة بمعدل دقة 30 متر. وفي العام التالي، ادعى العميد علي حاجي زاده قائد الحرس الثوري الإيراني، إن إيران زادت دقة الصاروخ من 30 متر إلى 8.5 متر. مضيفاً بأن العديد من الخبراء الأجانب شككوا بهذه المزاعم.

يشير الكاتب بأن نوايا إيران مع "قاتل حاملات الطائرات" هي أكثر شفافية، وذكرت وكالة فارس الإيرانية والمقربة من الحرس الثوري، بأن الصاروخ مصمم لتدمير الأهداف والقوات المعادية في البحر.

وينقل كيك عن نائب وزير الدفاع الإيراني: لقد شهدنا تراجع الأساطيل البحرية الأمريكية في الخليج الفارسي بعد أول اختبار للصاروخ".

4. حزب الله:

في ذلك الوقت، كان قرار ارسال مسؤولين من الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان في أوائل الثمانينيات للمساعدة في تأجيج المقاومة للاحتلال "الإسرائيلي" كان سببه كما وصف الكاتب التعصب الثوري. فلم تمارس إيران نفوذاً تقليدياً في لبنان فحسب، بل كانت تخوض صراع "حياة أو موت" مع عراق صدام حسين، وعلى الصعيد المحلي، كانت البلاد لا تزال تعاني من آثار صورة عام 1979.

يوبفضل الإدراك المتأخر، يبدو قرار الدخول إلى لبنان يبدو وكأنه عبقرية استراتيجية بحتة، لأن حزب الله كان الهدية التي تستمر في العطاء لإيران. وقد أثبت حزب الله مراراً وتكراراً أنه "سلاح الحرب" الأكثر تنوعاً واستخداماً في ترسانة إيران.

يرى كيك أنه في كثير من الأحيان استخدمت إيران حزب الله للقيام بهجمات عسكرية تقليدية مثل التفجير الذي وقع عام 1994 الذي استهدف مركز الجالية اليهودية في بوينس آيرس بالارجنتين، مما أسفر عن مقتل خمسة وثمانين شخصاً وإصابة العشرات. وفي الواقع فإن أكبر قيمة لحزب الله بالنسبة لإيران قد تكون مداه العملياتي، بينما كافحت قوات الجيش الإيراني في كثير من الأحيان لتنفيذ هجمات خارج الشرق الأوسط، ولم يبدي حزب الله أي قيود من هذا القبيل.

يوعلى سبيل المثال، في أوائل 2012، حاول النشطاء الإيرانيون الذين يعملون لصالح قوات القوس مهاجمة أهداف "إسرائيلية" في أماكن مثل الهند وجورجيا وتايلاند وكينيا انتقاماً من الاغتيالات "الإسرائيلية" للعلماء الإيرانيين. وفي كل حالة، أخفق النشطاء الإيرانيون في الهجمات، وأحياناً أحرجوا أنفسهم في عملية اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة التي فشلت. بعد محاولات فيلق القدس الإيراني الفاشلة، لجأت إيران إلى حزب الله، الذي نجح بمهاجمة سياح "إسرائيليين" في بلغاريا.

يعتبر الكاتب كيك بأن فائدة حزب الله بالنسبة لإيران تجاوزت الهجمات العسكرية التقليدية، ففي أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، استخدمت إيران حزب الله لتدريب الجماعات الشيعية العراقية المسلحة. كما وردت تقارير تفيد بأن مقاتلي حزب الله ساعدوا في تدريب عناصر جماعة الحوثي في اليمن الذين سيطروا على معظم العاصمة صنعاء في الأسابيع الاخيرة. والجدير بالذكر أن حزب الله كان لا غنى عنه في دعم نظام بشار الأسد في سوريا منذ عام 2011.

5. منظومة الدفاع الجوي والصاروخي "S-300":

بعد زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى طهران في يناير 2015، أعلنت روسيا أنها ستبيع على الأرجح إيران منظومة S-300.

يتعتبر منظومة "S-300" الدفاعية ذات قدرة عالية وطويلة المدى تم تطويرها لأول مرة من قبل الاتحاد السوفييتي عام 1979، ولكن تم تحديثها عدة مرات منذ ذلك الحين، ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية، تتألف كتيبة "S-300PMU-2" من قاذفات صواريخ بالإضافة إلى مركبات للكشف الراداري ومركبات للتحكم والقيادة بعيدة المدى.

يتحمل كل قاذفة ستة صواريخ روسية من طراز "48N6E" يصل مداها إلى 150كم، بينما يتراوح ارتفاعها ما بين 27-30كم، ويمكن لرادار المنظومة تتبع الأهداف على بعد 300كم، كما يمكن للمنظومة استهداف ستة أهداف في آن واحد وتوجيه 12 صاروخ في وقت واحد.

يوالى جانب حراستها للمواقع الحيوية ذات القيمة العالية، يمكن لإيران نشر أنظمة "S-300" على طول سواحلها للمساعدة في (منع الوصول/إنكارالمنطقة) ضد الولايات المتحدة.