الأربعاء  25 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل لدى إيران القدرة على تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية؟

2020-01-12 03:50:07 PM
هل لدى إيران القدرة على تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية؟
أسلحة إيرانية

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي

نشر موقع "c4isrnet" العسكري تقريراً لمراسل شؤون الفضاء والأنظمة الاستخباراتية، الكاتب ناثان ستروت، وتساءل فيه؛ هل لدى إيران القدرة على تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية؟

يجيب الكاتب ستروت بأن هذا السؤال يستحق الطرح الآن خاصة بعد تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في 3 يناير الجاري.

وأضاف الكاتب بأن إيران ردت في 7 يناير بقصف صاروخي استهدف قاعدتين أمريكيتين في العراق. في حين يبدو أن التوتر قد تراجع منذ الغارات التي لم تسفر عن وقوع إصابات، فيما أن التوتر الثنائي لا يزال مرتفعاً. وإذا قررت أي من الدولتين اتخاذ إجراءات عسكريه تصاعدية، فما هو التهديد الذي تشكله إيران على القدرات الفضائية الامريكية؟

يرى الكاتب بأن هناك احتمال كبير على أن تستخدم ايران برنامج الفضاء لتطوير صواريخها الباليستية. وفقًا لتقييم التهديدات الاستراتيجيو السنوي لمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية فإن: "جهود إيران في الفضاء غالباً ما ينظر إليها على أنها غطاء مبطن لبرنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية".

يرى الكاتب بأن نفس الصواريخ التي تستخدمها إيران لإطلاق الأقمار الصناعية يمكن نظرياً تحويلها إلى أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.

وقالت كيتلين جونسون، المدير المساعد لمشروع أمن الفضاء الجوي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) عن الاستخدام البديل: "إنها ممكنة، ولم يسبق لهم أن أن اجلاوا اختبارا واحداً، كما أشاروا "الإيرانيين" إلى أنهم قادرين على اجراء الاختبارات".

وأضافت: "جزء من امتلاك القدرة على الصعود المباشر هو أن تكون قادرًا على معرفة مكان هدفك – حتى تتعقبه أثناء الطيران – وينبغي أن تتمتع بمعرفة عامة بمواقع الأقمار الصناعية الفضائية، ومعرفة الموقع المداري الدقيق للقمر الصناعي المستهدف، وليست لديهم هذه القدرة حتى الآن".

وينقل الكاتب عن مؤسسات فضائية واستخباراتية أمريكية أن إيران ليس لديها أسلحة مضادة للاقمار الصناعية ذات صعود مباشر. ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة عالم آمن والذي صدر في أبريل 2019: " من الناحية التكنولوجية، من غير المحتمل أن تمتلك إيران القدرة على بناء قدرات مضاده للأقمار الصناعية في المدار أو من خلال الصعود المباشر".

وتقول الخبيرة جونسون: ان إيران تركز على تعطيل القدرات الفضائية الأمريكية بدلاً من تحييد الأقمار الصناعية المدارية. مضيفة أن إيران تركز بشكل أكبر على تقنيات التشويش، والاختراقات السيبرانية، لان هذه التقنيات أرخص وأكثر سهولة في التطوير، كما ان الاختراق السيبراني هي مجموعة من المهارات العالمية التي يمكن تطبيقها على أشياء أخرى كالقرصنة على الأقمار الصناعية أو المحطات الأرضية، فيما معظم تركيز إيران منصب على تطوير القدرات المضادة للفضاء مقابل الأسلحة الكبيرة والبراقة المضادة للفضاء والتي اختبرتها الهند في مارس آذار الماضي".

ووفقاً لتقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية الذي أخذ عنوان "تهديدات الأمن في الفضاء": تدرك إيران القيمة الاستراتيجية المتمثلة بالقدرة على تدمير قدرات الولايات المتحدة في الفضاء، وقد طورت طهران تقنيات يمكنها القيام بذلك، كما أن لدى الحكومة الإيرانية قدرات على التشويش على نظام تحديد المواقع "GPS".

يشير الكاتب إلى أنه وفي 2011، ادعت إيران أنها استخدمت تقنية التشويش على  "GPS" للهبوط بطائرة امريكية بدون طيار من طراز RQ-170 على أراضيها. بينما أكدت الولايات المتحدة أن الطائرة بدون طيار هبطت في إيران، إلا أنها لم تؤكد ما إذا كانت إيران مسؤولة عن عملية الهبوط. هناك اعتقاد بأن إيران كانت قادرة على تشويش إشارة GPS العسكرية التي أدت في النهاية لإسقاط الطائرة بدون طيار.

وأوضحت الخبيرة جونسون أن الولايات المتحدة لم تعترف أبداً بأن حادثة اسقاط الطائرة كانت بسبب تقنيات إيرانية، مضيفة أن قدرات إيران على التشويش متقدمة جداً.

يضيف الكاتب بأن هناك حالات متعددة لتشويش إيران على البث الفضائي التجاري منذ سنوات طويلة،  مشيراً إلى أنه من غير الواضح أن نعرف قدرات إيران على التشويش على الأقمار الصناعية التابعة للجيش الأمريكي، والتي تتمتع بدرجات متفاوتة من القدرة على مكافحة التشويش.

ووفقاً لتقرير صادر عن المخابرات العسكرية الأمريكية عام 2011: فإن إيران قد تملك تقنية قادرة على "إعماء" الأقمار الصناعية الأمريكية بالليزر. ويفترض أن تقدر هذه التقنية على منع أقمار التجسس الصناعية الأمريكية من التقاط الصور لإيران وهو ما يجرد البنتاغون من أهم وسيطة للتجسس والاستخبار.

وتتوقع الخبيرة جونسون أن تتبع إيران إلى حد كبير نفس هذا المسار لتطوير أسلحة مضادة للفضاء. وتتابع الخبير: "أعتقد أنهم سيواصلون استخدام أنظمة إطلاق فضائية خاصة  كقاعدة لاختبار تقنيات بناء برنامج الصواريخ الباليستية، ثم سيواصلون في تطوير أنظمة عسكرية تكنولوجية أقل تكلفة وأقل تأثير، مثل التشويش والقرصنة الالكترونية".