الثلاثاء  14 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحرب البحرية بين إيران و"إسرائيل".. نقطة ضعف ضغط عليها الحرس الثوري

2021-08-01 09:09:55 AM
الحرب البحرية بين إيران و
أرشيفية- رويترز

خاص الحدث

دخلت الحرب البحرية بين إيران و"إسرائيل" الجمعة الماضية فصلا جديدا بعد تعرض الناقلة "ميرسر ستريت" التابعة لشركة "زودياك ماريتايم" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر لهجوم في بحر عمان وهي في طريقها من تنزانيا إلى ميناء الفجيرة بالإمارات، أحد أهم الموانئ البحرية في الخليج.

ومظاهر التصعيد في الضربة الأخيرة تتجلى بشكل رئيسي، أولاً في وجود قتلى، حيث قُتل اثنان من أفراد الطاقم من رومانيا وبريطانيا، لذا يعد هذا الهجوم الأكثر دموية منذ بدء المواجهة البحرية المفتوحة بين الطرفين منذ عام 2019.

ومظهر التصعيد الآخر هو الطريقة التي نفذ فيها الهجوم، إذ تفيد التقارير أن السفينة الإسرائيلية استهدفت بعدة طائرات مسيرة انتحارية، وهو أسلوب أكثر فعالية من أساليب التشغيل السابقة مثل الألغام البحرية، ويأتي نتيجة القدرات الإيرانية المتطورة في هذا المجال. 

وكانت إيران في السابق تحاول الحفاظ على خطوط رجعة عند تنفيذ هجماتها التي لم تكن أكثر من عملية "توجيه رسائل" على شكل أضرار طفيفة للغاية للسفن حتى لا تتجه الأمور نحو التصعيد، لكن الذي أمر بتنفيذ هجوم قاتل هذه المرة، كان يعلم أن ذلك قد يضر بالمحادثات النووية مع الولايات المتحدة في فيينا، ويدرك جيدا أنه هجوم كبير مع فرص كبيرة للتصعيد.

ويبدو أن إيران لا تخشى التصعيد في ظل اعتقاد الحرس الثوري في طهران أنه يمتلك تفوقا عملياتيا واستخباراتيا على "إسرائيل" في سياق الحرب البحرية، ويشعر الإيرانيون بقدر أكبر من الأمان في خوض الحرب في مياه الخليج، بعد الضربات التي وجهتها لهم "إسرائيل" في سوريا. 

وانكشف أمر الاشتباك البحري بين "إسرائيل" وإيران في مايو 2019 بعد إصابة ناقلة نفط إيرانية كانت في طريقها إلى سوريا محملة بمليون برميل من النفط في البحر الأحمر وتم نقلها لإصلاحها في ميناء جدة في المملكة العربية السعودية.

وكانت "إسرائيل" هي أول من بدأ الحرب البحرية زاعمة أن ذلك يأتي في إطار جهودها لإحباط نقل الأسلحة من إيران إلى لبنان وكذلك النفط إلى سوريا. اقتصرت هذه الحرب المحدودة على منطقة الخليج والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، ولكن مع تغيير قواعد اللعبة يوم الجمعة الماضي، هناك قلق متزايد في صناعة الشحن العالمية ليس فقط من زيادة عدد الحوادث ولكن أيضًا من توسيعها في مجالات أخرى.

القوة البحرية للحرس الثوري هي المسؤولة على الأرجح عن الهجمات على السفن المملوكة لإسرائيل. تعمل هذه القوة جنبًا إلى جنب مع البحرية العسكرية الإيرانية منذ عام 1985 ولكن بشكل مستقل، ولديها معدات مختلفة عن البحرية الإيرانية ونظام تدريب مختلف. 

يمكن القول إن الذراع البحرية للحرس الثوري تعمل بطريقة "حرب العصابات" أكثر من كونها فيلقا نظاميا. لديها أكثر من 3500 قارب تدخل سريع يمكنها الهجوم والانسحاب" بسرعة من المكان. وهذا يشمل أنشطة مثل دفن الألغام البحرية أو ربط العبوات الناسفة بالسفن. في السنوات الأخيرة شكلت الزوارق الإيرانية السريعة إزعاجا للأمريكيين والإسرائيليين، بما في ذلك للبوارج الأمريكية.

خلال السنوات القليلة الماضية، تم تحديث وتطوير قدرات القوة البحرية للحرس الثوري وهي مجهزة بطائرات مسيرة متطورة كالتي استخدمت يوم الجمعة. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك هذه القوة البحرية بطاريات صواريخ لحماية الساحل وصواريخ كروز ضد السفن.

وتتمثل مهمة "القوات الخاصة" البحرية التابعة للحرس الثوري في حماية المنشآت الإيرانية البعيدة عن شواطئ الساحل، بما في ذلك الجزر الواقعة في الخليج (أبو موسى، طنب الصغرى وطنب الكبرى). في السنوات الأخيرة، تم تكليف هذه القوات أيضًا بتحديد مواقع السفن المملوكة لإسرائيل وإلحاق الضرر بها.

التركيز الإيراني على الهجمات البحرية ليس عرضيًا وهو جزء من تصور إيراني بأن صناعة الشحن البحري هي "نقطة ضعف" ليس فقط لإسرائيل بل للغرب بأسره. تظهر الوثائق التي نشرتها شبكة سكاي نيوز الأسبوع الماضي وتم الحصول عليها من الوحدة الإلكترونية الهجومية التابعة للحرس الثوري أن إيران تسعى جاهدة لتطوير قدرات تسمح لها في حالة الحرب بإغراق السفن التجارية عن طريق التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها. 

وبحسب الوثائق، فإن وحدة السايبر الإيرانية تعد "بنك أهداف" تركز فيه على تعطيل أنظمة التحكم في السفن التجارية وإخراجها من الخدمة. وتشير الوثائق إلى أن هذا النشاط يتطلب دقة كبيرة ويبدو أن الإيرانيين يسعون جاهدين للوصول إلى هذه المرحلة. وتكشف وثيقة أخرى على تركيز الإيرانيين على تعطيل نشاط نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية على سفن الشحن.

في هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الوثائق "المزعومة المسربة" من وحدة النخبة السيبرانية الإيرانية تعكس موقفًا أم أنها جزء من الحرب النفسية الإيرانية، لكن الواضح أن قضية تعطيل حركة التجارة البحرية أصبحت قضية مهمة بالنسبة للإيرانيين وهدف استراتيجي.