الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العلاقات السورية التركية .. هل من عودة قريبة؟

2022-08-22 08:49:27 AM
العلاقات السورية التركية .. هل من عودة قريبة؟
علما سوريا وتركيا

متابعة الحدث

في الأيام الأخيرة، أطلق مسؤولون أتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلسلة تصريحات، عبروا من خلالها عن رغبة معلنة لتقدم مسار التطبيع مع سوريا، وسط صمت سوري، وتمسك في الشروط المعلنة لاستعادة العلاقات.

ومن بين السيناريوهات المتوقع تشكيلها كبوابة للحل، توسع دائرة المصالحات بما يتيح عودة أكبر عدد من اللاجئين إلى بلادهم، وإدخال تعديلات على اتفاقية أضنة على نحوٍ يسمح بخروج القوّات التركية تدريجاً، وإبعاد ما تدْعوه أنقرة «الخطر الكردي» عن الحدود.

يرى محللون أن التصريحات التي أطلقها أردوغان تنصب في إطار تيقن الأخير بضرورة التواصل مع دمشق، لإيجاد حلول للمشكلات العالقة على الشريط الحدودي، بالإضافة لأهمية معالجة "أزمة اللاجئين" قبيل الانتخابات التركية.

وفي الوقت الذي ترحب فيه سوريا بإعادة العلاقات مع كافة الدول، بما فيها من كانت طرفا في الحرب، تنظر بعين الحذر في علاقتها مع تركيا، لما حاولته الأخيرة من إحداث تغييرات على شكل السلطة في سوريا، لضمان مشاركة الإخوان المسلمين في السلطة، مقابل أن تكف يدها عن دعم  "المعارضة" الأمر الذي رفضته سوريا، كما أن موقف الأخيرة المعلن تجاه عودة العلاقات بين البلدين يتمثل في وقف تركيا دعم الإرهاب، وإخراج قواتها من الأراضي السورية.

ويضاف إلى ما سبق، أحد أهم نقاط الخلاف بين البلدين، هو عمليات التتريك في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة في الشمال السوري، وعمليات التغيير الديموغرافي، ومشاريع تشييد مدن صغيرة لتشكيل حزام بشري قرب الحدود التركية، فضلا عن ملف التشكيلات العسكرية التي تدعمها تركيا، وملف إدلب، كذلك الملف الكردي، فتركيا ترى في الأكراد أعداء يجب القضاء عليهم، بينما تعتبر سوريا المشكلة في مشروعهم الانفصالي المدعوم أمريكيا.

وترافق التصريحات التركية، محاولات امتصاص للاحتكاكات التي تجري بين قسد والجيش التركي، وما يتخلله من استهداف لمواقع تابعة للجيش السوري، الأمر الذي يبقي احتمالية الوصول إلى تفاهمات بين البلدين مطروحا لكن مساره طويل، سيما في ظل رغبة تركيا الواضحة في العودة إلى سياسة "صفر مشاكل"، وما يعزز ذلك تواصل تركيا تعزيز مسار التطبيع مع "إسرائيل" من جهة أخرى، الأمر الذي اعتبره مراقبون ينصب في سياق التحولات التي بدأت تطرأ على سياسات بلادهم الخارجية منذ فترة.