الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

انتقاد المستوطنين.. تهدئة مع الفلسطينيين أم الأمريكيين؟| بقلم: نبيل عمرو

2023-07-05 08:46:55 AM
انتقاد المستوطنين.. تهدئة مع الفلسطينيين أم الأمريكيين؟| بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

بعد أن واصل المستوطنون أعمالهم الإجرامية بحق الفلسطينيين وحياتهم وممتلكاتهم.

وبعد أن رأى العالم وبالصور الحيّة حماية الجيش وتبني وزراء الحكومة لهم؛ استيقظ المستوى الرسمي السياسي والأمني على الفضائح، وهبوا للدفاع عن صورة الدولة والجيش، وكأن حرق حوارة والتنكيل بترمسعيا، هو أول عمل يقوم به المستوطنون، أو كأنه مفاجئا "للمعايير الأخلاقية" التي تدعيها السلطات الرسمية، وغالبا ما تتباهى بها.

العالم كله أدان القرارات الحكومية التي توفر حماية لهم من خلال إرضائهم "بتسمين" المستوطنات القائمة، وتسليم زعمائهم المعلنين زمام قيادة الأنشطة الاستيطانية، وها هو سموتريتش وزير المالية والوزير في الدفاع يحظى بصلاحيات إضافية في مجال الاستيطان بالذات.

نتنياهو الذي يتطلع إلى التتويج الذي تأخر طويلا في البيت الأبيض، ويشعر بتعثّر حركة قطار التطبيع، حتى مع المطبعين أنفسهم، وجد نفسه مضطرا وبعد استئذان سموتريتش وبن غفير وغيرهم، لأن يقول كلاما عاما يفهم منه انتقاد المستوطنين، إلى جانب إظهار مرونة اضطرارية في مسألة الإصلاحات القضائية، لعله بذلك يحظى بدعوة من البيت الأبيض.

أمّا القادة الأمنيون الذين أصدروا بيانا مشتركا حذروا فيه من أنشطة المستوطنين الذين يعيقون عمل جيش الدفاع في المناطق، و"جيش الدفاع" وأذرعة الأمن على مختلف تخصصاتها هم الأقدر والأجدر والأكثر قانونية في قمع الفلسطينيين، وإدارة وتنفيذ الحرب عليهم.

الاستيطان... والمستوطنون هم جزء لا يتجزأ من الدولة العبرية، وهم الآن حجر الأساس في الحكومة المنوط بها وضع السياسات واتخاذ القرارات، ويدرك نتنياهو أن بيدهم إبقاءه رئيساً للوزراء، أو إرساله إلى البيت وربما السجن..

لذلك تراه يناور بهم محاولا إظهار نفسه كحمامة بين صقور وكمعتدل بين متشددين، ومرن بين متشنجين، ولكي يقنع الأمريكيين والأوربيين والمطبعين، بأنه الخيار الأفضل من بين أقطاب ائتلافه، فليس له إلا اللغة المدهونة بالزيت، لعلها توفر له المرور في المسالك الضيقة، والبقاء على رأس اللعبة حتى لو لم يكن في مركزها.

ولمزيد من تطمين الخائفين على السلطة الفلسطينية من التصفية أو الانتحار فقد أعلن أنه يراها حاجة ضرورية لإسرائيل، وأنه على استعداد لإنقاذها من الانهيار، بتقديم دعم مالي لها، ولكي لا يساء فهمه من قبل شركائه في الليكود والائتلاف الحكومي؛ فقد تحدث وبصريح العبارة، أن هدفه الأهم والأكثر جدية والتزاما هو اجتثاث فكرة الدولة الفلسطينية من رؤوس معتنقيها الذين هم الفلسطينيون جميعا، وكل من يؤيدون ويتبنون هدفهم الرئيس هذا.

السلطة الرسمية عندنا تحذر العالم من الخطر المحدق بها، وتناشد الأمريكيين دائما بأن يتولوا مهمة إنقاذها بمنع إسرائيل عنها، وكذلك مناشدة الجسم الهلامي المسمى بالمجتمع الدولي، وعلى مدى مسيرة الانهيار المتسارع لأوسلو، فلم يتبقَ للسلطة ما تفعل غير تكرار جملة مملة عديمة الفاعلية هي...

"إن قرارات المجلس المركزي التي اتخذت قبل سنوات ما تزال على الطاولة"، وكأن جملة عقيمة كهذه تغير واقعاً، وتردع الشراسة المتوحشة التي تمضي بها الحكومة الإسرائيلية بلا هوادة.

ما هي القرارات؟

ولماذا وبعد كل الذي جرى ويجري ما تزال على الطاولة؟

بينما قرارات إسرائيل تنفذ على الأرض؟