السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الأسبرتام يفجر جدلاً علمياً هل يسبب السرطان؟

2023-07-15 02:06:41 PM
الأسبرتام يفجر جدلاً علمياً هل يسبب السرطان؟
المحلي الصناعي الاسبرتام

الحدث الصحي

أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانها الرسمي هذا الأسبوع حول المخاطر الصحية المحتملة لـ«الأسبرتام»، حيث صُنف المُحلي الصناعي منخفض السعرات الحرارية على أنه «ربما يسبب السرطان للبشر».

ومع ذلك، يتحدث العديد من خبراء الصناعة دفاعاً عن «الأسبرتام»، والذي يشيع استخدامه في المشروبات الغازية والعلكة وبعض منتجات الألبان والعديد من الأطعمة والمشروبات الأخرى منخفضة السعرات الحرارية، وفقاً لشبة «فوكس نيوز».

كانت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، وهي منظمة تركز على السرطان داخل منظمة الصحة العالمية، ذكرت أن الأسبرتام مادة مسرطنة محتملة للبشر.

وتستخدم الوكالة الدولية لبحوث السرطان خمسة مستويات مختلفة من مخاطر الإصابة بالسرطان: المجموعة 1 «مادة مسرطنة للإنسان»؛ المجموعة 2 أ «ربما تكون مسرطنة للإنسان»؛ المجموعة 2 باء: «يحتمل أن تكون مسرطنة للإنسان»؛ المجموعة 3: «لا يمكن تصنيفها على أنها مسببة للسرطان لدى البشر»؛ والمجموعة 4: «ربما لا تكون مسرطنة للإنسان».

تم وضع «الأسبرتام» في المجموعة 2 باء بناءً على «أدلة محدودة» على التسبب في الإصابة بالسرطان لدى البشر والحيوانات - خاصة أحد أنواع سرطان الكبد.

في نفس الإعلان، يبدو أن لجنة الخبراء المشتركة بشأن المضافات الغذائية (JECFA)، وهي مجموعة أخرى داخل منظمة الصحة العالمية، تعارض تصنيف الوكالة الدولية لبحوث السرطان.

وجاء في البيان الصحافي أن لجنة الخبراء المشتركة JECFA نظرت أيضاً في الأدلة على مخاطر الإصابة بالسرطان، في الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر، وخلصت إلى أن الدليل على وجود علاقة بين استهلاك «الأسبرتام» والسرطان لدى البشر غير مُقنع.

وأضافت اللجنة أن الاستهلاك اليومي المقبول من «الأسبرتام» لا يزال 40 ملليغراما لكل كيلوغرام من وزن الجسم. هذه الكمية تعادل تسع علب من 12 أونصة من الصودا الدايت يومياً لشخص يزن 150 رطلاً (68 كيلوغراماً).

هل تسبب المادة السرطان؟

صرّح الدكتور فرانشيسكو برانكا، مدير قسم التغذية وسلامة الغذاء في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، «لا تشير نتائجنا إلى أن الاستهلاك العرضي يجب أن يشكل خطراً على معظم المستهلكين».

من جهتها، قالت الدكتورة منى س. جافيري، عالمة التكنولوجيا الحيوية وباحثة السرطان في ريدجفيلد بولاية كونيتيكت، لشبكة «فوكس نيوز» أن احتمال الإصابة بالسرطان يعتمد على أنواع وعدد المواد المسرطنة التي يتعرض لها الإنسان، بالإضافة إلى العوامل الوراثية.

وقالت «يمكن أن تعمل المواد المسرطنة إما بمفردها أو بالاشتراك مع مواد أخرى». وأضافت أن «الأشخاص المعرضين لمواد مسرطنة متعددة يمكن أن يزيدوا من خطر إصابتهم بالسرطان بشكل كبير».

خبراء الصناعة يدافعون عن «أسبرتام»

يؤكد العديد من خبراء الصناعة أن محلي «الأسبرتام» لا يزال آمناً للاستهلاك - بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء الأميركية، التي أصدرت بياناً يدحض مخاطر الإصابة بالسرطان.

وجاء في البيان أن «إدارة الغذاء والدواء لا تتفق مع استنتاج IARC بأن هذه الدراسات تدعم تصنيف (الأسبرتام) على أنه مادة مسرطنة محتملة للبشر».

وتابع «راجع علماء إدارة الغذاء والدواء المعلومات العلمية الواردة في مراجعة IARC في عام 2021 عندما تم توفيرها لأول مرة وحددوا أوجه قصور كبيرة في الدراسات التي اعتمدت عليها الوكالة».

وأضافت إدارة الغذاء والدواء أن وكالات إضافية، بما في ذلك هيئة سلامة الأغذية الأوروبية ووزارة الصحة الكندية، اعتبرت أيضاً أن «الأسبرتام» آمن بالمستويات الحالية الموصى بها.

وذكرت إدارة الغذاء والدواء أن «الأسبرتام هو أحد أكثر المضافات الغذائية التي تمت دراستها في الإمدادات الغذائية للإنسان... علماء إدارة الغذاء والدواء ليست لديهم مخاوف تتعلق بالسلامة عند استخدام الأسبرتام في ظل الشروط المعتمدة».

أشار الدكتور أرنولد باسكيس، اختصاصي الأورام الجراحية في نيوجيرسي والرئيس السابق لمجلس الإدارة الوطني لجمعية السرطان الأميركية - وهو أيضاً عضو في لجنة الخبراء الاستشارية لتحالف من أجل الغذاء والمشروبات الآمنة - إلى أن وكالات منظمة الصحة العالمية، بينها IARC وJECFA، قامت بمراجعة البحوث السابقة، ولم تراجع أدلة جديدة.

وقال باسكيس في بيان لـ«فوكس نيوز» إن «مراجعة لجنة الخبراء المشتركة لمنظمة الصحة العالمية بشأن المضافات الغذائية (JECFA) تقول إن الأسبرتام آمن للاستهلاك البشري - وهي الوكالة الدولية الرسمية عندما يتعلق الأمر بسلامة الغذاء».

وأشار باسكيس إلى أن إدارة الغذاء والدواء تعتمد على تقييمات لجنة الخبراء المشتركة كجزء من عمليتها لتحديد سلامة ومخاطر الأطعمة والمشروبات. وقال: «من غير المسؤول تخويف الناس أو إرباكهم بلا داعٍ... إذا كان هناك أي سبب للقلق، لكانوا قد قاموا بتعديل المدخول اليومي الحالي المقبول».

و«الأسبرتام» هو مُحلٍّ صناعي (كيميائي) لا قيمة غذائية له يُستخدم على نطاق واسع في مختلف منتجات الأغذية والمشروبات منذ ثمانينات القرن العشرين، ومنها مشروبات الحمية والعلكة والجيلاتين والمُثَلّجات ومنتجات الألبان وحبوب الإفطار ومعجون الأسنان والأدوية مثل قرص السُّعال والفيتامينات القابلة للمضغ.

وعلّقت الرابطة الدولية للمُحَليات على الدراستين، مذكِّرةً بأن المجموعة 2 - باء التي أُدرج فيها «الأسبرتام» تضم أيضاً الكيمتشي وخُضراً مخللة أخرى.

واعتبرت الأمينة العامة للرابطة فرانسيس هانت وود أن اللجنة المشتركة «أكدت مجدداً سلامة (الأسبرتام) بعد إجراء دراسة معمقة وشاملة ودقيقة علمياً».