الأحد  29 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فقط نبوخذنصر يواجه شمشون..استشراف/ بقلم: كمال هماش

2025-06-21 07:37:06 PM
فقط نبوخذنصر يواجه شمشون..استشراف/ بقلم: كمال هماش

 

بون واسع بين تحليل وقائع يومية للحرب تتم وفق اهداف جزئية لأطراف الصراع .. والتحليل لاصل الصراع والهدف الرئيس الذي تنحدر تحته جملة من الاهداف  والاجراءات..رغم كلية الارتباط الجدلي بين مجموع المفردات الاستراتيجية والتكتيكية  ..
ووفقا للفيلسوف العسكري الصيني العتيق(سون تزو) في كتابه(فن الحرب) فانه من الغباء لأي قأئد أن يعلن الهدف الحقيقي ذو الأولوية لنتائج الحرب ..بل يعمد لاستبداله بأهداف كبرى تحتل المركز الثاني في الاولويات .. وتخدم الهدف  الكامن وراء المعلن من الاهداف امعانا في التضليل..
حيث يرى بأن تضليل العدو بمثابة بداية كسب المعركة..فان كان التضليل تكتيكيا لانجاز مرحلة من المعركة فانه يحقق نصرا تكتيكيا..كذلك بالنسبة للتضليل في انجاز الهدف الاكبر للحرب فان النجاح فيه بمثابة اقتراب من تحقيق النصر الاستراتيجي... ومن هنا جاءت. مقولة ذات الفيلسوف الشهيرة(قاتل العدو حيث لا يوجد) والتي تبدو عبارة جوفاء ودعوة دونكيشوتية في مظهرها ..الا انها قاعدة تدعو ان تكون حيث لا يتوقع عدوك في خواصره الرخوة(وفق العبارة التي يرددها الدويري كثيرا)..
وفي حال اعلان صراع وجودي بين طرفين ..كما الحال في صراع ايران_ اسرائيل ..فانه لا يمكن الاخذ بالاهداف المعلنة لكلا الطرفين.فالايراني الذي تسكن ازالة اسرائيل جوهر مواقفه يعلم تماما بان استراتيجية اسرائيل ستكون استئصال هذه الاهداف باستئصال المؤسسة التي تحملها بغض النظر عن قدرات ايران...فالقدرات العسكرية يمكن تحصيلها  اذا توفرت الارادة لتوفيرها ودليلنا نجاح بعض الدول في دخول النادي النووي رغم فقر امكانياتها مقارنة بايران..لكنها لا تضع نصب عينيها ازالة اسرائيل...
من هنا فان الحديث الطاغي عن تدمير المشروع النووي الايراني وعلى حجم هذا الهدف الكبير.. الا انه يبق خطوة لازالة الخطر الوجودي والمتمثل بالعقل الذي يقف وراءه ...وهو هنا مؤسسة الحكم والنظام السياسي في ايران...الامر الذي يفسر مكانة الاغتيالات لمفاصل وكفاءات ايرانية من جانب اسرائيل كركائز هامة للنظام..

ان الاستخلاص الرئيس مما ورد بأن ناتو أميركا ومعه إسرائيل ومعظم جوار ايران يرى في سياق المصالح والنفوذ ضرورة اسقاط الدولة والنظام في أيران واعادتها للحظيرة الاميركية...وهذا الهدف غير المستساغ يتطلب ذرائع كالبرنامج النووي..وهو تمام الامر الذي سبق مع العراق حين التقت مصالح طهران ذاتها مع الناتو واسرائيل لاسقاط دولة العراق تحت ذريعة اسلحة الدمار الشامل..علما بأن الاستراتيجية التركية في الاقليم ..التي عبر عنها داوود اوغلو في كتابه حول السياسات الخارجية لتركيا ..والتي تتماثل مع استراتيجية المتنافسون على الهيمنة في الاقليم..حيث تلخصت تلك السياسات بمنع أي مشروع نهضوي في المشرق العربي...
وذات ما انطبق على اصول الحرب العالمية على العراق ..ينطبق على ما يمكن ان تسعى له اميركا والحلفاء لتحقيقه على مراحل ..ؤأولها تجريد ايران من ممكناتها البشرية والسياسية والعسكرية.. بكل الوسائل الممكنة سياسيا واقتصاديا وعسكريا..
ومن ضمن السيناريوهات في حالة فشل الحملة العسكرية في تحقيق الأهداف الرئيسة ..اللجوء الى صناعة وتعزيز قوى مسلحة تسيطر على مساحة جغرافية وتخوض استنزافا مستمرا للدولة بدعم معلوماتي ومالي وعسكري من اميركا وحلفاؤها في المنطقة قياسا على تجربة دعم ملالي الافغان ضد الاتحاد السوفياتي..

ولا شك بأن اجتماع أسباب التفكيك لسلطة الدولة عبر تشديد الحصار وتسليح المتمردين..لا ينقصها الكثير لتكتمل..في ظل جوار نظام عراقي جاء على ظهر الدبابة الاميركية ..ونظام تركي يمثل حلقة صلبة في حلف الناتو اضافة لأذربيجان المعادية لإيران..ولا نستثني من هم شركاء باهمية اقل كدول الخليج التي ستدفع ما تقدم وما تأخر من فواتير...
وبالتالي من حق المحلل الاعتقاد بأن الضربات الاسراميركية لن تتوقف قبل ضرب مفاصل الدولة المركزية وإنهاكها تمهيدا لجولة المتمردين...فالمنازلة غير تقليدية ولا تخضع لقوانين وتحارب الحروب التقليدية.. وان كانت تحمل خطابها السياسي في كثير من الجوانب..
وفي رؤية متواضعة فإنني أرى حلفا دوليا مضافا للناتو يتم العمل على تمكينه ..لشنها حربا عالمية على إيران..وقد تكون الردود الإيرانية موجعة ومؤلمة لأعدائها إلا أن رغبتنا بانتصار ايران لن تحكم النتائج..والتي لن يغير حتميتها سوى اقتناع المعسكر المعادي لإيران بأنها امتلكت الردع المقدرات النووية على أرض الواقع...خاصة وأن القدرة المعرفية والانتاجية السلمية وحدها لا تشكل عامل ردع لمحفز الحرب وهو الكيان الصهيوني الذي لن يحتمل توظيف المقدرات النووية الرادعة ان توفرت..
 ع الماشي.... فقط نبوخذنصر يواجه شمشون..استشراف.

بون واسع بين تحليل وقائع يومية للحرب تتم وفق اهداف جزئية لأطراف الصراع .. والتحليل لاصل الصراع والهدف الرئيس الذي تنحدر تحته جملة من الاهداف  والاجراءات..رغم كلية الارتباط الجدلي بين مجموع المفردات الاستراتيجية والتكتيكية  ..
ووفقا للفيلسوف العسكري الصيني العتيق(سون تزو) في كتابه(فن الحرب) فانه من الغباء لأي قأئد أن يعلن الهدف الحقيقي ذو الأولوية لنتائج الحرب ..بل يعمد لاستبداله بأهداف كبرى تحتل المركز الثاني في الاولويات .. وتخدم الهدف  الكامن وراء المعلن من الاهداف امعانا في التضليل..
حيث يرى بأن تضليل العدو بمثابة بداية كسب المعركة..فان كان التضليل تكتيكيا لانجاز مرحلة من المعركة فانه يحقق نصرا تكتيكيا..كذلك بالنسبة للتضليل في انجاز الهدف الاكبر للحرب فان النجاح فيه بمثابة اقتراب من تحقيق النصر الاستراتيجي... ومن هنا جاءت. مقولة ذات الفيلسوف الشهيرة(قاتل العدو حيث لا يوجد) والتي تبدو عبارة جوفاء ودعوة دونكيشوتية في مظهرها ..الا انها قاعدة تدعو ان تكون حيث لا يتوقع عدوك في خواصره الرخوة(وفق العبارة التي يرددها الدويري كثيرا)..
وفي حال اعلان صراع وجودي بين طرفين ..كما الحال في صراع ايران_ اسرائيل ..فانه لا يمكن الاخذ بالاهداف المعلنة لكلا الطرفين.فالايراني الذي تسكن ازالة اسرائيل جوهر مواقفه يعلم تماما بان استراتيجية اسرائيل ستكون استئصال هذه الاهداف باستئصال المؤسسة التي تحملها بغض النظر عن قدرات ايران...فالقدرات العسكرية يمكن تحصيلها  اذا توفرت الارادة لتوفيرها ودليلنا نجاح بعض الدول في دخول النادي النووي رغم فقر امكانياتها مقارنة بايران..لكنها لا تضع نصب عينيها ازالة اسرائيل...
من هنا فان الحديث الطاغي عن تدمير المشروع النووي الايراني وعلى حجم هذا الهدف الكبير.. الا انه يبق خطوة لازالة الخطر الوجودي والمتمثل بالعقل الذي يقف وراءه ...وهو هنا مؤسسة الحكم والنظام السياسي في ايران...الامر الذي يفسر مكانة الاغتيالات لمفاصل وكفاءات ايرانية من جانب اسرائيل كركائز هامة للنظام..
ان الاستخلاص الرئيس مما ورد بأن ناتو أميركا ومعه إسرائيل ومعظم جوار ايران يرى في سياق المصالح والنفوذ ضرورة اسقاط الدولة والنظام في أيران واعادتها للحظيرة الاميركية...وهذا الهدف غير المستساغ يتطلب ذرائع كالبرنامج النووي..وهو تمام الامر الذي سبق مع العراق حين التقت مصالح طهران ذاتها مع الناتو واسرائيل لاسقاط دولة العراق تحت ذريعة اسلحة الدمار الشامل..علما بأن الاستراتيجية التركية في الاقليم ..التي عبر عنها داوود اوغلو في كتابه حول السياسات الخارجية لتركيا ..والتي تتماثل مع استراتيجية المتنافسون على الهيمنة في الاقليم..حيث تلخصت تلك السياسات بمنع أي مشروع نهضوي في المشرق العربي...
وذات ما انطبق على اصول الحرب العالمية على العراق ..ينطبق على ما يمكن ان تسعى له اميركا والحلفاء لتحقيقه على مراحل ..ؤأولها تجريد ايران من ممكناتها البشرية والسياسية والعسكرية.. بكل الوسائل الممكنة سياسيا واقتصاديا وعسكريا..
ومن ضمن السيناريوهات في حالة فشل الحملة العسكرية في تحقيق الأهداف الرئيسة ..اللجوء الى صناعة وتعزيز قوى مسلحة تسيطر على مساحة جغرافية وتخوض استنزافا مستمرا للدولة بدعم معلوماتي ومالي وعسكري من اميركا وحلفاؤها في المنطقة قياسا على تجربة دعم ملالي الافغان ضد الاتحاد السوفياتي..
ولا شك بأن اجتماع أسباب التفكيك لسلطة الدولة عبر تشديد الحصار وتسليح المتمردين..لا ينقصها الكثير لتكتمل..في ظل جوار نظام عراقي جاء على ظهر الدبابة الاميركية ..ونظام تركي يمثل حلقة صلبة في حلف الناتو اضافة لأذربيجان المعادية لإيران..ولا نستثني من هم شركاء باهمية اقل كدول الخليج التي ستدفع ما تقدم وما تأخر من فواتير...
وبالتالي من حق المحلل الاعتقاد بأن الضربات الاسراميركية لن تتوقف قبل ضرب مفاصل الدولة المركزية وإنهاكها تمهيدا لجولة المتمردين...فالمنازلة غير تقليدية ولا تخضع لقوانين وتحارب الحروب التقليدية.. وان كانت تحمل خطابها السياسي في كثير من الجوانب..
وفي رؤية متواضعة فإنني أرى حلفا دوليا مضافا للناتو يتم العمل على تمكينه ..لشنها حربا عالمية على إيران..وقد تكون الردود الإيرانية موجعة ومؤلمة لأعدائها إلا أن رغبتنا بانتصار ايران لن تحكم النتائج..والتي لن يغير حتميتها سوى اقتناع المعسكر المعادي لإيران بأنها امتلكت الردع المقدرات النووية على أرض الواقع...خاصة وأن القدرة المعرفية والانتاجية السلمية وحدها لا تشكل عامل ردع لمحفز الحرب وهو الكيان الصهيوني الذي لن يحتمل توظيف المقدرات النووية الرادعة ان توفرت..