السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"إحسان" المستمدة من خواطر أحمد الشقيري تخفف أوجاع الفقراء من قطاع غزة

2016-06-16 08:43:31 PM
حملة احسان في غزة

 

الحدث - رام الله

 

برنامج "خواطر" لا يقتصر نجاحه فقط على النطاق الإعلامي، بل إن البرنامج أصبح ملهماً للكثيرين من الخيّرين في العالم العربي بما في ذلك غزة المحاصرة التي عانت من 3 حروب.

 

فبعض الحملات الشبابية تظهر دوماً مع بداية شهر رمضان، لكنها سرعان ما تختفي عند انتهائه، بعكس حملة الإحسان الخيرية التي لاتزال مستمرة منذ 5 سنوات، فقد بدأت بجهود 15 طالباً جامعياً حتى أصبح عددهم اليوم ما يقارب 150 متطوعاً ومتطوعة يبحثون عن الفقراء لمساعدتهم بطرود غذائية أو منحهم دورات تؤهلهم لإيجاد فرص عمل لهم.

 

مع العلم أن نسبة الفقر في القطاع ارتفعت إلى 80%، وذلك وفق إحصائية أعدتها هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار.

 

ومن بين عدد سكان قطاع غزة الذي يقارب المليونين يعتمد عدد كبير منهم في سد رمقه على الجمعيات الخيرية، سواءً التابعة لمؤسسات خاصة أو الفصائل الفلسطينية، لكن غالباً ما تقدم كل جهة مساعداتها الإغاثية إلى كل من يؤيدها ويدعمها.

 

عدد لا بأس به من الفقراء لا يجدون مَنْ يطرق بابهم، خاصة الذين يعيشون في مناطق مهمشة، ما دفع عدداً من طلبة الجامعات والخريجين للانتفاض عبر حملات شبابية للبحث عنهم وتقديم المعونات العاجلة لهم.

 

 

خلال توزيع عدد من متطوعي حملة الإحسان مساعدات غذائية في مناطق مهمشة شرق قطاع غزة، طرقوا باباً متهالكاً كاد أن يسقط، رغم أنه يستر عائلة مكونة من 4 أشخاص لأم مطلقة وأبنائها، تدعى سحر درويش (36 عاماً)، بيتها لا يصلح للسكن الآدمي كونه يفتقر لأدنى مقومات الحياة، حيث الحر الشديد صيفاً والبرد القارس شتاءً.

 

لم يكتفِ الشباب بتقديم طرد غذائي يسد رمق أطفالها، بل قاموا أيضاً بتصوير بيتها ووضع صورته عبر فيسبوك، وسرعان ما استجاب عدد من أهل الخير لمساعدتها والتبرع لها بأموال جعلت بيتها يصلح العيش فيه، وذلك في غضون أيام قليلة.

 

عبر حملة الإحسان التقت "هافينغتون بوست عربي" سحر درويش وأخبرتنا بأنها رغم ظروفها القاسية وعدم وجود معيل لها، إلا أنها استفادت كثيراً من الحملة التي فتحت لها مصدراً للرزق حينما التحقت بدورة تطريز جعلتها تبيع منتجاتها وتجلب لعائلتها احتياجاتهم الأساسية بدلاً من انتظار أهل الخير لمساعدتها.

 

تقول سحر: "لا أريد أن أصبح عالة على مجتمعي الذي يوجد به أصلاً عدد كبير من الفقراء، وبعد أن تمكنت من إتقان حرفة لم أعد أقبل أي طرد غذائي يأتي به أهل الخير إليّ، وفي حال أخذته أمنحه لغيري من الفقراء".

 

 

تلك الحالة لا ينساها طالب كلية الحقوق المقداد جميل مقداد (22 عاماً)، أحد المتطوعين في حملة الإحسان الخيرية، يقول: "بداية عملنا كنا نجمع مصروفنا الشخصي ونقديم وجبات الإفطار لعائلات مستورة، وفي بعض الأحيان نتواصل مع أقاربنا وأصدقائنا في الداخل والخارج لإرسال أموال الزكاة لمساعدة الفقراء كانوا يرسلونها دون تردد"، مضيفاً أن "كل عضو في الحملة يدفع شهرياً 10 شيكل أي ما يقارب 3 دولارات".

 

وذكر مقداد أن حملتهم الخيرية لم تقتصر على توزيع الطعام، فهم يدعون عبر الشبكات الاجتماعية للتبرع بملابس مستعملة أو جديدة وتوزيعها على المحتاجين من خلال معرض كبير يتم إقامته في مكان محدد ويدعون المحتاجين لاختيار ما يناسبهم.

 

الفئة المستهدفة من توزيع المساعدات - بحسب مقداد - هم سكان الكرفانات والبيوت التي لا يوجد فيها عائل، وفي بعض الأحيان يذهبون إلى المستشفيات، حيث مرضى الكُلى والسرطان، ويقدمون لهم المساعدات سواءً المادية أو النفسية لرفع معنوياتهم، بالإضافة إلى اهتمامهم بكبار السن فيكون عملهم على مدار السنة.

 

ووفق حديث مقداد فإن حملتهم الخيرية القائمة على جهود متطوعين لايزالون في مقاعد الدراسة الجامعية، تستهدف أيضاً الشباب من خلال حملات توعوية ضد الإدمان، قائلاً: "لأننا شباب ندرك ما يحتاجه جيلنا من دورات توعية، لذا نحرص على عقد ورشات تحمي زملاءنا من الوقوع في فخ تعاطي المخدرات التي باتت تنتشر بشكل كبير بينهم داخل أروقة الجامعات".

 

 

وفي السياق ذاته، تقول المتطوعة حنين عماد، وهي طالبة بكلية الهندسة جامعة الأزهر، إن الحملة التي انضمت إليها منذ بدايتها تستلهم أفكارها من برنامج خواطر الذي كان يُعرض في شهر رمضان ويقدمه الإعلامي السعودي أحمد الشقيري، مشيرة إلى أنهم يحاولون رسم البسمة على شفاه الفقراء بأدنى الإمكانيات المتاحة.

 

وأوضحت أنه من ضمن الأفكار التي استلهمتها حملتهم من برنامج خواطر تعليم السيدات أعمال التطريز والصوف، فكانت النتيجة إيجابية حينما تم عرض مشغولاتهم في معرض كبير وتم بيع كل ما فيه.

 

الشابة حنين وجدت في الحملة متنفساً لتفريغ طاقتها لتشعر بأنها ذات قيمة بالمجتمع، فقد نمّا العمل التطوعي لديها جوانب كثيرة من خلال عملها ضمن فريق، حيث باتت تتعامل مع الظروف التي تمر بها كافة دون ضغوط، وذلك وفق قولها.

 

ولا ينسى فريق حملة الإحسان ابتسامة الأطفال حينما يقدمون لهم ملابس جديدة، فذلك في حد ذاته دافع لهم لإكمال حملتهم وإسعاد الكثير من الأطفال والعائلات المستورة.

 

 

المصدر: هافنغتون بوست