الأحد  09 حزيران 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"عين الساكوت": سياحة في حقل الألغام

2014-10-18 07:03:31 AM
صورة ارشيفية

خاص الحدث- جميل عليان
 
في العام 1967 دمرت القوات الاسرائيلية المحتلة، نحو 32 قرية على امتداد الشريط الغوري الملاصق لنهر الاردن، واحدة من تلك القرى بقيت زاخرة بحياة مائية مستدامة.
 
انها "عين الساكوت"، التي كان يسكنها في ذلك اليوم قبل ان تصبح الضفة الغربية تحت الاحتلال نحو 140 فلسطيني يشكلون عائلات مستقرة في منازل طينية تعمل في الزراعة المروية.
 
وعندما اجتاحت اسرائيل الضفة الغربية هجروها قبل ان يقوم الجيش المحتل بهدمها.
 
وبعد ايام من هدم تلك القرى، حولت اسرائيل تلك المنطقة الى ارض حرام يحظر على الفلسطينيين دخولها. وقبل سنوات فتحتها امام الإسرائيليين لاستغلالها في السياحة. لكن قليل من الفلسطينيين استطاع حديثا الدخول الى تلك المنطقة المائية عبر التسلل من خلال الاسيجة الشائكة التي تعزل الحدود.
 
والساكوت او ما يطلق عليها الاسرائيليون "سوكوت"  لا تبعد عن نهر الاردن سوى بضع مئات من الامتار، لكنها تبعد عن اقرب قرية فلسطينية نحو ١٠ كيلومترات، ويتم الوصول اليها عبر طريق مسفلت منذ العهد الاردني.
 
واقفين الى جانب حفرة مائية كبيرة محاطة باشجار الطرفا والقصيب، قال ثلاثة شبان فلسطينيين، انهم استطاعوا الوصول الى العين بعد ساعة من التيه في شوارع ترابية شقت بين الهضاب الرمادية المطلة على النهر.
 
ولا تمانع القوات الاسرائيلية دخول فلسطينيين، لكنها تضع اشارات تحذيريه تمنع احدا من دخول المنطقة. وتظهر كل عدة كيلومترات نقاط مراقبة للجيش الاسرائيلية.
 
وتقع العين التي كانت تغذي القرية خلف حقول الغام زرعتها قوات الاحتلال بعد العام ١٩٦٧، ونصب الجيش الاسرائيلي الى الغرب منها ثلاث اسيجة شائكة وبين كل سياج واخر، زرعت الغام لمنع التسلل واجتياح الحدود.
 
من على بعد تظهر سيارات دفع رباعي تطوي الارض خلفها وتخترق الشوارع الترابية التي تقود للعين، وعند الاقتراب منها، يهبط يهود متدينون قدموا من مختلف المناطق داخل اسرائيل، واخرون قدموا من المستوطنات الاسرائيلية.
 
تشير الخرائط الجيوسياسة الفلسطينية الى عين السكوت بمعلومات قليلة، لكن اي مرجع فلسطيني لا يشير الى تفاصيل كثيرة عن العين، التي بدأ الفلسطينيون الدخول لها بشكل فردي.
 
وتبدو العين غزيرة المياه. وتفيض حول بركة ماء كبيرة يستغلها اليهود في التبرك بالماء والسباحة مياه تنساب بأقنية صغيرة استفادت منها الاشجار فكبرت وتضخمت.
 
لكن اي بناء في المنطقة لا يظهر، سوى جدران ابنية طينية تهدمت عام 1967 بسبب تفجيرها من قبل الجيش الاحتلال. وحتى اليوم ما زالت بعض أطلال الخرب والقرى ظاهرة للعيان بعد أكثر من أربعة عقود على هدمها. لم توثق هذه الجريمة على نطاق واسع بعد 45 عاما من تلك «النكسة».
 
وقال شابان فلسطينيان كانا يقودان سيارتهما قادمين من العين لأخرين كانوا في طريقهم الى العين" الطريق سالكة. هناك حول العين الكثير من اليهود يسبحون".
 
ويستغل الاسرائيليون ايام الاعياد والعطل الدينية للوصول الى العين، لكن ليس هناك رحلات فلسطينية منظمة الى تلك المنطقة المحرمة عليهم منذ العام 1967.
 
وقال مزارعون فلسطينيون يعملون في المنطقة التي تعلو منطقة العين، ان الدخول الى المنطقة محفوف بالمخاطر، فهناك قوات حرس الحدود الاسرائيلية.
 
وهناك الالغام ايضا.
 
وعلى امتداد السياج الشائك وضعت القوات الاسرائيلية، الاشارات التحذيرية التي تشير الى حقول الالغام. كان فلسطينيون خلال السنوات الماضية دفعوا حياتهم ثمنا لدخولهم مناطق الغام.
 
اما الرعاة في المنطقة فيقولون انهم يدخلون الى المناطق سعيا وراء الماء والاعشاب.
 
على التلال ليس هناك فلسطينيون، لكن أمكن مشاهدة اثنين يسيران في مقدمة قطيع مواشي يرعى اعشاب يابسه على بعد كيلومترين اثنين من العين.
 
ورغم انها سياحة في الخفاء، الا ان حسن الحظ قد يكون الى جانب اي فلسطيني يصل الى المنطقة للجلوس قليلا الى جانب مياه غزيره متدفقة من باطن الارض التي تحوي أكبر مخزون مائي عذب في المنطقة. اما اذا واجه حظا عاثرا في طريقة، فأما ان يكون لغما ارضيا ينفجر، او رصاصة، تنطلق من بندقية جندي حرس حدود اسرائيلي.