عمَّالُ فلسطين، شتلةُ العطاءِ التي مدَّ لها اللهُ جُذورًا في تربةِ هذه الأرض، وقدَّرَ لها أنْ تنمو بعَرقِ الجبينِ، وأنْ ترتفعَ أغصانُها إلى حيثُ مسالك النجوم، لتظلِّلَ جباهَنا الناعمة، ووجوهَنا الملساء، وأيادينا الطريةَ التي لا تعرفُ ملمَسَ الغبار. هؤلاءِ العمال الذين اشتقّوا من خيوط الفجرِ الصادقِ قصيدةَ الحياة، والذينَ شكَّلوا من تقوُّساتِ ظهورِهم وهم يحاورونَ الرملَ وخشب الطوبار قوسَ الكرامةِ والعزَّة، هم البيرقُ الذي ارتفعَ على رؤوسِنا ونحنُ نحاولُ النهوضَ عن مصطبةِ الحَبْوِ الأوَّل، يدلفون