لم تُفلح الرواية الصهيونية الحديثة فقط في التأثير على المخيال الغربي، بل تغلغلت إلى البنى الذهنية العربية، بما فيها الفلسطينية، في ظاهرة تُجسِّد عمق التبعية الثقافية
في هذه الأرض، لم يعد السؤال "من التالي؟"، بل "متى سأكون أنا؟". ولذلك، أقول: عذرًا، أكتب لأنني ... أنا التالي. فالضفة الغربية تقف اليوم على مفترق طرق، فإما أن تنحدر أكثر نحو التشظي والانفجار، أو أن تشهد ولادة قوى جديدة قادرة على فرض معادلة مختلفة.
يحار العقل في أيامنا هذه أمام مهازل النزاعات المسلحة والمواقف "المبدئية" التي تتسابق القوى العظمى لزجها في عقولنا، بكل استخفاف وصلافة، إلى درجة يمكن فيها الجزم بأننا وصلنا إلى زمن من الانحطاط والوضاعة البشرية لم