الأربعاء  30 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كتبت رئيسة التحرير

هل علينا أن ننتخب

هل علينا أن ننتخب مروان البرغوثي؟

​يبدو السؤال للوهلة الأولى سؤالاً انتخابياً دعائياً، مباشراً وسهلاً. لكنه أيضاً، سؤالٌ مبطنٌ، لأنه في المقامِ الأول سؤالٌ أخلاقي: هل ننتخبُ الأسير؟ الأسير الذي يُحيلُ إلى البلاد الأسيرة على حد تعبير إلياس خوري فنعيدُ مركزة فلسطين كقضيةٍ أخلاقيةٍ، كما كانت وكما ستظل دوماً؟ إن هذا الطرح المتسائل له شقه السياسي أيضاً، لأنه بالأساس سؤالٌ سياسي، ولعبةُ الانتخابات هي لعبةٌ سياسةُ، وواقعيتها تعدم الأخلاق بل تنصِّبُ لها المشنقة، ومشنقة أخرى للحلم الثوري خارج أطر الواقعية السياسة والسياسيين.

فتِّش عن الرئيس

فتِّش عن الرئيس

ما يزالُ الموقف بشأن الإعلان عن موعد الانتخابات العامة ملتبساً بين سياق "الهشاشةِ" بما يعنية بنيوياً، والبشاشةِ بما يعنيه "حسياً"، فبينما الأقلام بدأت تستدعي ببشاشة الاحتفاء والمباركة لإعلان المراسيم الرئاسية المحددة لموعد الانتخابات العامة، هنالك موقف ما زال يُشكك في معنى إجرائها في ظل المنظومة السياسية الفلسطينية الهشة بمجملها، والتي تسعى عبر الانتخابات لإعادة إنتاج المكرر واستنساخ الوجوه القديمة وأدواتها المتآكلة في التعاطي مع إدارة مرحلة صعبة تحتاجُ إلى وجوه وطاقات وأدواتٍ جديدة.

فتح 56

فتح 56

النكبةُ التي حلت بفلسطين عام 1948، ألغت شعب فلسطين من الخارطة السياسية الدولية، وألغت وطنه من الجغرافيا، وطمست هويته ومؤسساته من المكان، وأطلقت عليه مسميات لا تعترفُ بكيانه كقطاع غزة والضفة الغربية، وألحِق الفلسطينيون بالأردن وضاع معظمهم في الشتات لا هوية لهم غير بطاقة التموين ورعاية "الأونروا" لإغاثتهم وتشغيلهم ليظلوا على قيد الحياة.

تطبيع طبيعي

تطبيع طبيعي

الأمر الطبيعي أن تبدأ كل الدول العربية واحدةً تلو الأخرى بالانهيار نحو مستنقع التطبيع، ذلك لأنه من الطبيعي أن تتلاقى المصالح ما بين الأنظمة الدكتاتورية ونظام إستعماري استيطاني إحلالي وريث الدول الاستعمارية في المنطقة، فالرحم التي أنجبت الأنظمة العربية الحالية وأنجبت "إسرائيل" ككيان سياسي يرادُ له أن يكون "أصيلاً" في المنطقة هي واحدة. وما دامت كل الأمور ليست بأصيلة، وليست خارجة أو منبثقة عن إرادات الشعوب، وإنما تُسقطُ على رأسها إسقاطاً، سيظلُ إنحدارُ الأنظمة العربية لا سقفَ له أيضاً.

عودة الابن الضال

عودة الابن الضال

عادت السلطة الفلسطينية إلى قواعدها سالمة غانمة أموال المقاصة، مثلما اغتنم الابن الضال من العجل المسمن الذي ذبحهُ أبوه له عند عودته من ضلاله، وهي قصة من الإنجيل، نتذكرها ونحنُ على أبواب الأعياد المسيحية، فكل عام وأنتم ونحن نريدُ أن نصبح بخير. وتحكي القصةُ أن رجلاً كان له ابنان فاقتسم أملاكه بينهما، الابن الأصغر قرر أن يترك البلاد إلى بلادٍ أخرى فلما أنفق كل شيء على الغانيات،

يا ليت ترامب فاز

يا ليت ترامب فاز

​بينما يظهر الموقف الرسمي الفلسطيني، متفائلاً ، والشعبي مبتهجاً، لفوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أيضاً أن التصرف الرسمي الفلسطيني مكرور، على قاعدة Déjà vu، أي شاهدت هذا السيناريو من قبل. إذ بالإمكان توقع أن تنتظر القيادة الفلسطينية إلى ما بعد تنصيب بايدن في بداية العام، ومرور الأشهر الأولى لولايته لترى وتتفحص سياسته الخارجية وموقفه من القضية الفلسطينية، عاقدة إصبعي السبابة والوسطى في أن تعود المفاوضات السياسية إلى مجاريها التي فاضت وابتلعت كل ما تبقى من القضية الفلسطينية.

بعيداً عن إرادة العرب

بعيداً عن إرادة العرب حكاماً وشعوباً

إن الكارثة الكبرى على العرب لم تأت بعد، وما نخشاه نحن كفلسطينيين هو ..

شرعية التمثيل ردا

شرعية التمثيل ردا على التطبيع

يستطيع المراقب للخطاب الإعلامي الفلسطيني ما بعد توقيع اتفاقي التطبيع بين الإمارات والبحرين وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، أن يلحظ التوجس لدى القيادة الفلسطينية، وتحديداً في الضفة الغربية، من مسألة سحب بساط التمثيل الوطني من تحت أقدامها، وذلك رغم التحفظ الكبير على فكرة "التمثيل" في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام والمحاولات التي غالباً ما تبوء بالفشل لتوحيدها. ففي عبارات تبدو أحياناً "مصطنعةً"، وأحياناً أخرى تُعبَّرُ عن "ريبة"، تُعبِّرُ مصطلحات القيادة الفلسطينية الإعلامية، في أحيان ثالثة

تفاهة الحياة السياسية

تفاهة الحياة السياسية

حدث ما حدث وسيحدثُ الكثير، ليس لأن الموقفَ العربي موقفٌ متخاذل ومتهاون؛ هذا جزء من الحكاية ومن القصة التي تعودُ جذورها إلى نشوء الدول العربية وتعدد أوطان العرب وتخندقهم داخل حدود الدولة المصطنعة بعد أن قسم الاستعمارُ المنطقة، وجعل مصير قادتها الجدد مرتبطًا بمصلحة الدولةِ التي كانت حاميةً أو منتدبةً- أي مستعمرةً- وكسر الامتداد الطبيعي لهويةِ شعوب يجمعها من الإرث الكثير ولا يُفرقها إلاَّ إيهامها برغبةٍ مصطنعةٍ من قادتها الجدد، بالتفرق. ولا يُمكن أن نعزو الهرولةَ العربية للتطبيع العلني ولتوقيع اتفا

لماذا فعلت الإمارات

لماذا فعلت الإمارات ذلك؟

احتفلت الإمارات يوم السبت الماضي بتدشين أول كنيس وإقامة أول صلاة سبت فيه، كأنها تحتفل مقدماً باتفاق السلام الذي تفاخر نتنياهو في مؤتمره الصحفي بأنه اتفاق السلام الثالث مع دولة عربية، قاصداً بذلك مصر والأردن والإمارات، ومتجاهلاً تماماً اتفاقاته مع الفلسطينيين. وهو تجاهلٌ يأتي في سياق فكر نتنياهو اليميني الصهيوني المتطرف، المعبر عنه في مقارنة الإمارات بصحراء تحولت إلى مكان مزدهر مليء بناطحات السحاب تماماً مثل إسرائيل التي تأسست في أرض صحراء.

قانون حماية الأسرة

قانون حماية الأسرة (2): المرأة وخطاب الفوضى والاستثناء

​تورد عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي وجهة نظرها في مفهوم الخلاص عند عميد الأدب العربي طه حسين بالقول

"لا أقدر أن أستمر سوف أستمر"

في مسرحية "نهاية اللعبة" لصموئيل بيكت، تدور الأحداث في مكان مغلق، له شباكانِ عاليانِ، لكن لا أحد يستطيع الوصول إليهما لفتح الستائر دون سلم سوى "الخادم كلوف"، الذي هو الوحيدُ أيضاً غير المقعد بين الشخصيات الثلاثة الأخرى في المسرحية، والذي يعرف عندما يُسألُ عن الساعةِ فيجيب إنها "كالعادة الساعةُ صفر"؛ الصفر الكوني، الذي ما إن تتجمد عنده الأشياء، الأوقات، السنوات، الأفكار، السياسة، حتى نظن أن "ساعة الصفر قد حانت" وأن علينا أن نبدأ وأن ننطلق من جديد، هي حافزُ الاستمرار وهي تجسيدُ الموت في دائرة اللا