الأربعاء  05 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مقالات الحدث

مع انتخاب دونالد ترامب الجمهوري رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية؛ يزدحم الفضاء الإعلامي بالتكهنات حول المنحنيات والاتِّجاهات المحتملة التي ستسلكها مراكب السياسة الخارجية الأمريكية تحديدا على نحوٍ جوهري - أو هكذا يُخيَّلُ للبعض على الأقل -
في ظل ما يعيشه الشعب الفلسطيني من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية، باعتباره الشعب الوحيد الذي يعيش احتلالا وانقساما في ذات الوقت فبات كمن وقع بين فكي وحش كاسر . وما زاد الأمر تفاقما والطين بلة نشوب صراع داخلي في أحد أبرز المكونات السياسية في البيت الداخلي الفلسطيني ألا وهي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، والتي تتسم بكونها أقدم حركة ثورية قومية في تاريخ القضية الفلسطينية المعاصر.
المتابعة العربية للانتخابات الأمريكية تبدو لي أكثر المتابعات سذاجة وفضولاً، وبما أننا الآن في موسم مباريات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فإننا نتابع ما يجري في الولايات المتحدة بذات القدر من الشغف والاستمتاع بما يجري على الصعيد الرياضي في أوروبا.
تقول الحكمة: "كل عثرة تزيد الإنسان فطنة"، ولكن السؤال الأبرز هو: أين نحن من الفطنة وقد مررنا بالكثير من العثرات؟ سؤال يبدو إشكاليًّا في ظل الصراع الطبقي الذي بات يحكم العلاقة بين أفراد المجتمع الفلسطيني بعضه البعض من جهة، وبينه بوصفة الشريحة الأوسع، والحديث هنا عن الطبقة الوسطى، والقيادة السياسية بوصفها النخبة المتحكمة في كافة القضايا الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية من جهة أخرى.
منذ عدة قرون وهناك شخص واحد يقود الشعب الفلسطيني. كان الرئيس ياسر عرفات الملهم والقائد وأصبح محمود عباس الرئيس والشخصية العامة المعروفة. وكلا الرجلين ترأسا حركة التحرر الفلسطيني فتح مفجرة الثورة الفلسطينية، وكلا الشخصين ترأسا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكلا الزعيمين تم انتخابهما لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية والتي أصبحت بعد تصويت الهيئة العام للأمم المتحدة دولة فلسطين.
نحن على أبواب انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح، والذي حدد موعده نهاية هذا الشهر ما لم يطرأ ما يحول دون ذلك.
المشهد الفلسطيني هو مزيج سريالي من العناد والتحدي والإصرار رغم ضجيج اليأس وضبابية الرؤى. فيه من الإلهام ما يفرض على أي عاقل التفاؤل ويتخلله أيضاً من التفاصيل ما يزرع اليأس ويؤسس للفشل. حالة ملتبسة يمد فيها المواطن الفلسطيني المشهد بالضوء والأمل بينما يتلقى الخيبات والألم. وبهذا يكون المواطن العادي الذي ينحت تفاصيل حياته وأحلامه في صخر القهر هو الملهم والبوصلة في وقت يصر فيه البعض على تشتيت الجهود وتفتيت الصفوف وضياع الأمل في سبيل الوصول إلى شاطئ النصر الوهم تحت عنوان التغيير والغد المفعم بالأمل.
المخاطر التي تواجه المنطقة من أقصى الجنوب في اليمن ومن العراق وسوريا في الشرق، كما في ليبيا ومصروتونس والمغرب ، ولا نستثني الوضع على الأرض الفلسطينية بالرغم من خصوصيتها بما تواجهه من احتلال عنصري واستيطاني متسلح بكل ألوان البطش وبالادعاءات التاريخية، وبالأساطير التي تستقطب جمهورا من المتعصبين الذين يتغذون على تلك الأساطير الدينية.
في قريتنا الصغيرة مدرسة ابتدائية تجذب اليها كل الدارسين من القرى المجاورة، نتقاسمها مناصفة بين فترة صباحية للبنات ومسائية للأولاد. في الفترة الصباحية كان الالتزام عال بالدوام، فالطالبات مواظبات على الدراسة بعكسنا نحن الأولاد، حيث لم نكن نترك سببا شاردا أو واردا من أجل التعلق به، وإعلان الاضراب الدراسي ومن ثم مغادرة المدرسة اما لألعابنا واما لأعمالنا، تلك احدى سمات مدرستنا في سنوات الانتفاضة الأولى، ويمكنني القول سمات المدارس كلها.
تتواصل الهمم والقامات الفلسطينية الرشيدة في التحضير لعقد المؤتمر السابع لحركة فتح، والمعلن عن موعد عقده مع نهاية الشهر الحالي، ولا أخفيكم كم تحزنني صورة الفلسطينية في الإعلام، ونحن بالألفية الثالثة، والمشهد يشد الجميع بالإشادة بهيبة فتح والقسم بحضورك.